السبت، 17 يوليو 2010

ثقافة الإختلاف

الاختلاف من السنن الله في الأرض, سنن نشأنا عليه منذ نعومة أظافرنا , وكأن الله سبحانه جَبَلَ الاختلاف في أرواحنا حتى يعّمُر الكون , ويتجلى الاختلاف في جميع مناحي حياتنا المختلفة , نتخلف في أشكالنا ونختلف في أقوالنا ونختلف في أفعالنا ونختلف في عادات وتقاليدنا .
الاختلاف أمر نعيشه جميعاً في جميع حالات حياتنا اليومية, ونعيشه مع جميع الفئات والجهات اختلافاً بين عاداتنا وتقاليدناً, اختلاف بين أفكارنا ومفاهيمنا, اختلاف في فهمنا للأمور ونظرتنا لها.
لماذا اختلافنا فيه تخلف وتشدد ؟ لماذا اختلافنا يفرقنا ولا يقربنا ؟ لماذا اختلافنا يكون مصدر لشقاق والعداء ؟ لماذا اختلافنا يفرقنا ولا يجمعنا؟ لأننا باختصار لم نفهم ثقافة الاختلاف التي تبنى قواعدها على أن اختلافنا بداية الوصول إلى الغاية الحق والطريق القويم والهدف المنشود , لو لم نختلف لما قامت العلوم والإنجازات ولو لم نختلف لما قامت الأفكار التصحيحية, لو لم نختلف لألغى أحدنا الأخر.
إن الاختلاف ليس مبنياً على أن يصر أحدنا على الآخر أو أن يفرض رأيه أو أن يسيطر فكره أو يفرض سيطرته , لكنه مبيني على التفاهم والتناغم والوعي والإدراك الرفيع.
ليس الخلاف هو جوهر مشاكلنا اليوم, إنما هو غياب ثقافة الاختلاف التي تبنى عليها جميع المفاهيم الخاطئة التي نتخذ منها شماعة نعلق عليها تعصبنا إلى آرائنا أو إصرارنا على تطبيق ما نراه صحيح دون التفكير في الرأي الأخر .
ليست المشكلة أن نختلف وليس الخلاف مصدر قلق أو ناقوس خطر, إنما هي ظاهره طبيعية نعيشها كل يوم ونتعايش معها , وذلك لأن لنا أن نختلف فالاختلاف هو الحياة. 





محمد سرميني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق