مما لاشك فيه أن رواد أسطول الحرية على اختلاف جنسياتهم وأديانهم وعقائدهم يستحقون أن يكون أبطال كم ذكر رئيس الوزراء إسماعيل هنية ، فمن يخض عباب البحر وأهواله ويضحي بكل ثمين لمشاركةٍ حقيقة لكسر الحصار عن غزة وفي تحداً واضحاً لذلك المحتل المتغطرس رغم إطلاقه تهديدات بإيقاف الأسطول وأسرى من فيه .
ما حصل بالأمس في عرض البحر الذي يخالف كل الشرائع السماوية , والقوانين الدولية والحقوق الإنسانية جريمة ومجزرة يدنى لها الجبين .
أسطول الحرية وبوجهة نظري أنه نقطة تحول في القضية الفلسطينية , تلك القضية التي شغلت قلوب وعقول الملايين من الأمة العربية والإسلامية , لكنها بات تتراجع في أهميتها مع مرور الزمن وكأن الأيام جعلت العلاقة بيننا وبين قضية الأمة قضية فلسطين في تراجع مستمر.
نعم نقطة تحول فلم تعد القضية قضية الغزيين وحصارهم , ولم تعد قضية الفلسطينيين ودولتهم , بل أصحبت قضية العالم أجمع قضية الأمة بأكملها عرب كانوا أم أتراك أو حتى أوربيين , نقطة تحول أن عادت القضية إلى نصابها الطبيعي .
نقطة تحول في اهتماماتنا التي باتت تشغلها لقمة عيش أو ترف حياة أومتابعة مباراة , حيث عادت القضية في حياة معاشر الشباب إلى أولوية اهتماماتهم .
نقطة تحول حيث أضحت صفحات الإنترنت بمنتدياتها ومواقعها تتصدر أخبار أسطول الحرية , حتى أن صفحات الفيس بوك أصبحت تعج بأخبار الأسطول والقضية كسر الحصار أكثر من قصص الحب والغرام .
نقطة تحول في نبض الشارع الذي لم يعد يشغله سوا ارتفاع سهم أو انخفاضه , أو غلاء سلع أو توفرها , فأصبح الناس يشغلهم حتى في مكاتب أعمالهم حديث أسطول الحرية الذي هز العالم .
نقطة تحول في كسر حصار دام أكثر من 1000 يوم حصر فيه مليون و خمسمائة ألف مواطن شريف حر آبي و من خلال فتح معبر رفح .
نقطة تحول في تصدر أخبار الأسطول وعلى مدار 48 ساعة بشكل متواصل في شاشات التلفزة العربية والإسلامية .
نقطة تحول في توحد الأمة قاطبة على دعم المقاومة ومناصرتها بكل أشكالها , فالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والشعوب العربية والمنظمات الأهلية والشعبية قام بالدعوة إلى للجم الوحش الصهيوني الذي وقع في فخ غروه فتصرف بعنجهية جعلته الخاسر الوحيد في تلك المجزرة المشؤومة .
نقطة تحول من ضعف وهوان وذل واستسلام إلى عزة وشجاعة وكرامة ونصر بإذن الله .
محمد سرميني
6 فبراير 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق