السبت، 17 يوليو 2010

أنا لا أحب فلسطين

نعم أنا لا أحب فلسطين , ولا يعنيني أن كانت القدس عاصمة لها أم لا , ليس مهم بالنسبة لي أن عادت الأرضي الفلسطينية إلى 48 أو 67 فأمر سيان , إن عائد الفلسطينيون إلى بلدهم أم بقوا مشردين دون مأوى أو وطن يحتضنهم,
ربما أظن أن اليهود لهم حق مشروع في الأراضي الفلسطينية.
نعم هذا حال الكثيرون من أبناء أمتنا العربية والإسلامية , نعم هم أبناء ديننا ولغتنا وجلدتنا , وكأن فلسطين شأن خاص بأبناء تلك الأرض فقط ,وليست أرض إسلامية ووقف لأمة الإسلام قاطبة , وفيها أولى القبلتين وثلاثة المساجد الحرام , ربما تسمع كلام تقشر له الأبدان وتتشقق من قسوته الحجار, وكأننا الله نزع من قلوبهم نزعة الإنسانية , ومشاعر الرحمة , وملامح النخوة والكرامة .
لكنني أقول من قلبي ولساني وجوارحي ما قيل ذلك إلا من حال الأمة الذي بات يدنى له الجبين , وتسود من صنيعته الوجوه , تخاذل على مر السنين , وعمالة معلومة وغير معلومة من حفنة نزعة منها كل ما يتصل بالبشرية من نوازع الخير والشرف والكرامة .
فلسطين جرح غائر في قلب الأمة الإسلامية , دمعة منهمرة من عيوننا , الشعلة التي خبا نورها ,الزهرة التي تلاشى جمالها , وغاب أريجها الذي كان يعبق بأفاق الدنيا , جميلة في سهولها وبديعة في جبالها , رائعة في بيادرها , خلابة في برها وبحرها , تَغنى الشعراء في بهاءها , وسطر الأدب في كُتب التاريخ أمجادها .
أخرجت من رحمها أبطال سطور في التاريخ أروع أمجاد , أبطال لهم في الرجولة مقال , في الذود عن شرف الأمة وغسل العار عن جبينها , قدموا الغالي والنفيس وقدموا أرواحهم فدا دينهم و وطنهم وأرضهم وعرضهم فكانوا حماة الوطن .
نعم أحب فلسطين لا بل أعشقها , احزن لحزنها , واكتئب لمصابها , يدنوا جبيني لعمالة أبناءها وافتخر برجالها "الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينظر وما بدولوا تبديلا " ,واحلم دائما بزيارة ربوعها , والتنقل بين أزقة حارتها القديمة والتي مازالت شاهدت على تلك السينين التي مرت عليها لتبقى بيوتها شامخة رغم ظلم العدو والقريب , والصلاة في المسجد الأقصى الشريف أتحسس خط الفاروق واسمع صدى صلاح الدين .
أنها فلسطين جنة لله في أرضه , ومهبط الأنبياء , ومسرى رسول الله , و قبلة المسلمين الأولى , واجب علينا حمايتها والدفاع عنها بأرواحنا وأموالنا وبكل ما نملك فنقدم لها الغالي والنفيس . 





محمد سرميني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق