السبت، 17 يوليو 2010

كفاكم ضحاً على الشباب

من ينظر في المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية أو في المشاريع المختلفة يجدهم أنهم يتغنون بالشباب، وأهميتهم، و أنهم هم بناة الوطن، وحماة المستقبل، وأنّ الشباب هم الركيزة الأهم والأكبر في مجتمعنا؛ حديثٌ نسمعه في محافلنا ومنتداياتنا ومؤتمراتنا، وشعارات ترفع لتبعث فينا الرضا أننا أمة شابة فتية .
مساكين نحن معشر الشباب، فحكوماتنا تعلن دعمها الكامل ومؤازرتها الشديدة لنا، في حين أن لاتعليم كفءًا يشملنا, ولا وظائف مناسبة تتاح لنا, ولا يحق لنا أن نشارك في اتخاذ القرار، أو ربما لا يحق لنا أن نفكر في ذلك أيضا، ثم يقال أن الفراغ يعشش في عقول الشباب, طبعًا وتدور الدائرة علينا نحن الشباب، يُطلب منا ما ليس متاحًا لنا, ويحجر علينا الخوض في همومنا.
أما المؤسسات غير الرسمية، أو المنظمات أو المؤسسات الفكرية، أو الأحزاب السياسية، هؤلاء مجتمعين بالتأكيد هم أكثر من يُنّظرون في هذا المجال الخصب، فيعقدون المؤتمرات، ويُقيمون المحاضرات والندوات، ويشكلون اللجان الشبابية التي تنادي بتلك المفاهيم التي ذكرناها عن الشباب ودورهم المنشود, عندما نسمع هذه الكلمات من قادة الرأي والمفكرين والمخضرين في مجالات السياسية والإقتصاد وغيرها من المجالات ما تلبث أن تلمع عينك، ويملأ الفخر فؤداك، ويستلل شعور بالأهمية وارتفاع القيمة إلى نفسك, وما إن ينفض الجمع حتى ترى أنَّ هذا الكلام كله تبدد، وأن تلك المشاعر بدأت تتطايرُ تتطايرَ الكحول في الهواء.
نعم تلك حقيقةٌ لا بد أن نصارح بها أنفسنا, أذكر أنني كنت قد حضرتُ مؤتمرًا يعنى بالشباب على مستوى عالمنا الإسلامي, عندما تلقيت الدعوة شعرتُ أن قيمتنا نحن الشباب تكبر، وأن حاجات المجتمع لنا ماسة، لكن ما إن وصلت إلى قاعة المؤتمر حتى تبددت تلك المشاعر، عندما رأيت الوجوه التي شاخت من هموم الزمن، والرؤوس التي اتشحت بالبياض, أي شباب هؤلاء الذين تجاوزوا الخمسين من أعمارهم أو ربما ستين، لا أقول كلماتي هذه انتقاصًا من شأنهم أو من أهميتهم، لكنني أظن أنه لا بد للشباب من أن يأخذوا فرصتهم.
كفانا وصاية من قبل الكبار وكأننا أطفال صغار، أين المشاركة الحقيقة للشباب في مؤسساتنا الحكومية أو الأهلية، أي دور للشباب في اتخاذ القرار, لماذا نحن دائمًا وقودٌ للجميع يسعرون بنا الأحداث نضحي ليعيشوا, ونبذر ليحصدوا , نسهر لتقر أعينهم.
نحن الشباب أحوج ما نكون لأن يُسمع صوتنا, ونكون محل اتخاذ القرار, آن الآوان أن نأخذ دورنا الحقيقي في كل المواقع، نعم نريد أن نكون مؤثرين نريد أن نحقق أحلامنا, نريد أن ننتزع حقوقنا التي سلبناها من غير أن نعرف.
لست من دعاة الثورة على الأمم، ولست مسعر حرب ضد الكبار، لكن ما أقوله ناتج عن ضيقي من هذه الكذبة الكبيرة التي تدعى" المشاركة الشبابية" في جميع البرامج والأنشطة والمنتديات، فليكن لنا وقفة مع أنفسنا، لنستجمع قوانا ونجد أنفسنا ونحقق ذواتنا، فلنعم أنه لا يكون التغيير والإنجاز والإبداع والتميُّز إن لم نكن نحن معشر الشباب في مقدمة الركب وأصحاب الكلمة المؤثرة في مصير ومصير الشعوب. 


9 ديسمبر 2009


محمد سرميني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق