عندما تتجول في استنبول وتنظر في من حولك من شعب هذا البلد العظيم تركيا ، تجد وجوه مختلفة بعضها شابٌ فتيٌ والأخر كاهل حمّلته السنونُ والأيام هموم ومتاعب أثرت على قسمات وجه .
وبينما نتجول أنا والأصدقاء في منطقة السلطان أحمد مجمع السائحين وحاضنة حضارة الدولة العثمانية العظيمة ومن خلال سير في الطرقات والأزقة في تلك المنطقة ، مررنا بأناس كثيرون في بادرني أحد أصدقائي قائل " أقرأ الوجوه فستجد في ملامح كل منها قصة مختلفة ونظرة مختلفة " لفتت انتباهي تلك الكلمات ، وأخذت أفكر في معناها وأحاول أن أطبقها من خلال تجولِ في أرجاء المنطقة وكذلك لباقي رحلتي في تركيا .
أخذت انظر من حولي محاول أن أقرأ هذه الوجوه لم يكن ذلك بالأمر السهل فكيف لي ان أقرا وجها ً لاأجد فيها كلمات تقرأ أو رموز تفك ، ولكنني ما لبثت بعض من الوقت حتى تأكدت أن الوجه تُقرأ ، ولعلها تحمل في طياتها أكثر ما تحمل مجلدات ضخمة ، الموضوع وببساطة انك بحاجة أن تتمعن اكثر ..
شيخ كبيرهو أول وجه أثار انتابي وعزمت على قراته وجهه أبيض يحمل لحية بيضاء متوسطة الطول ، وجه مليء بالتجاعيد يظهر أنها تجاوز السبعين من العمر ، ظهر منحي يصعب عليه أن يستقيم ، رأيته في مسجد أبي الأيوب الأنصاري الذي يقع في الجهة الآسيوية من استنبول , على موضأ خارجي اعتاد الأتراك أن يضعه في ساحة المسجد الخارجي ، كان أثر التعب واضح على ملامحه وجه وكثرت متاعب الحياة وصعوباتها ،أثقله الهم وأظن أن حال الأمة كحال أي مواطن مسلم في هذه الأمة الإسلامية ، يفنى شبابه وهو يبحث عن لقمة العيش دون كل أو ملم ، ويعتصره الأسى لحال الأمة وما وصلت اليه من ضعف وهوان .
أما مثالي الآخر فلذلك الشباب الذي يحمل في قسمات وجه ملامح أقرب للعربية وهم سكان الجهة الجنوبية كإنطاكيا وباقي المناطق الحدودية , ولكنه كحال كثير من الشباب وحتى شبابنا العربي ، تجد أن ملامح وجوهم تعكس العروبة ولكن ملابسهم وتصرفاتهم تعكس ثقافة غربية ، مما جعلني أتسال لماذا هذا التأثر الشديد في الثقافة الغربية التي باتت مؤثرة على جميع المناحي المختلفة في حياة شبابنا ، ما الذي قدمه الغرب حيث أننا أصحاب الحضارات الشرقية عجازين عن تقديمه ، لماذا عندما نشاهد أي مظهر من مظاهر تلك الثقافة نسارع لإكتسابه؟ فهل هذا لقوة ماتحمل تلك الثقافة أم لضعف ثقافتنا ، أو ربما لعدم قدرتنا على تقديمها بما يتناسب مع الحياة ومتطلباتها، لعلي اجد اجوبة على هذه الأسئلة في وجوه الشباب ذلك الكتاب الذي أقرأ ..
أما الوجه الأخير الذي قرأته في ذلك اليوم فهو وجه تلك الطفلة البريئة التي عيناها تنطق براءة وعفوية صدق ، صفاء بشرتها يدل على طهر لم يتنسى لأيادي البشر أن تعكر صفاءه ، لم يرى ذلك الوجه الجميل تلك المساحيق التي تغير حقائق الأمور وتخفى العيوب والأخطاء ، وجه ينطق ليقول أننا في زمن أجمل ما فيه البراءة والصدق والإخلاص وأننا بحاجة ماسة لتلك المفاهيم مجتمعة , بعدما غابت مع زحمة الأيام .
عندما رأيتها أيقنت أن أجمل شيء في هذا الكون الوسيع والفسيح براءة الأطفال ونقاء سيريته مثل نقاء بشرته ، وأن كل ما في هذا الوجود شيء بديع حتى ما تتدخل به يد خارجية لتعكر صفوه وتفسد جماله .
قراءة الوجوه لغة جيدة أتقنتها ، وسوف أتعمق بها أكثر وأكثر حتى تسفر لي عن حقائق الأمور ..
وبينما نتجول أنا والأصدقاء في منطقة السلطان أحمد مجمع السائحين وحاضنة حضارة الدولة العثمانية العظيمة ومن خلال سير في الطرقات والأزقة في تلك المنطقة ، مررنا بأناس كثيرون في بادرني أحد أصدقائي قائل " أقرأ الوجوه فستجد في ملامح كل منها قصة مختلفة ونظرة مختلفة " لفتت انتباهي تلك الكلمات ، وأخذت أفكر في معناها وأحاول أن أطبقها من خلال تجولِ في أرجاء المنطقة وكذلك لباقي رحلتي في تركيا .
أخذت انظر من حولي محاول أن أقرأ هذه الوجوه لم يكن ذلك بالأمر السهل فكيف لي ان أقرا وجها ً لاأجد فيها كلمات تقرأ أو رموز تفك ، ولكنني ما لبثت بعض من الوقت حتى تأكدت أن الوجه تُقرأ ، ولعلها تحمل في طياتها أكثر ما تحمل مجلدات ضخمة ، الموضوع وببساطة انك بحاجة أن تتمعن اكثر ..
شيخ كبيرهو أول وجه أثار انتابي وعزمت على قراته وجهه أبيض يحمل لحية بيضاء متوسطة الطول ، وجه مليء بالتجاعيد يظهر أنها تجاوز السبعين من العمر ، ظهر منحي يصعب عليه أن يستقيم ، رأيته في مسجد أبي الأيوب الأنصاري الذي يقع في الجهة الآسيوية من استنبول , على موضأ خارجي اعتاد الأتراك أن يضعه في ساحة المسجد الخارجي ، كان أثر التعب واضح على ملامحه وجه وكثرت متاعب الحياة وصعوباتها ،أثقله الهم وأظن أن حال الأمة كحال أي مواطن مسلم في هذه الأمة الإسلامية ، يفنى شبابه وهو يبحث عن لقمة العيش دون كل أو ملم ، ويعتصره الأسى لحال الأمة وما وصلت اليه من ضعف وهوان .
أما مثالي الآخر فلذلك الشباب الذي يحمل في قسمات وجه ملامح أقرب للعربية وهم سكان الجهة الجنوبية كإنطاكيا وباقي المناطق الحدودية , ولكنه كحال كثير من الشباب وحتى شبابنا العربي ، تجد أن ملامح وجوهم تعكس العروبة ولكن ملابسهم وتصرفاتهم تعكس ثقافة غربية ، مما جعلني أتسال لماذا هذا التأثر الشديد في الثقافة الغربية التي باتت مؤثرة على جميع المناحي المختلفة في حياة شبابنا ، ما الذي قدمه الغرب حيث أننا أصحاب الحضارات الشرقية عجازين عن تقديمه ، لماذا عندما نشاهد أي مظهر من مظاهر تلك الثقافة نسارع لإكتسابه؟ فهل هذا لقوة ماتحمل تلك الثقافة أم لضعف ثقافتنا ، أو ربما لعدم قدرتنا على تقديمها بما يتناسب مع الحياة ومتطلباتها، لعلي اجد اجوبة على هذه الأسئلة في وجوه الشباب ذلك الكتاب الذي أقرأ ..
أما الوجه الأخير الذي قرأته في ذلك اليوم فهو وجه تلك الطفلة البريئة التي عيناها تنطق براءة وعفوية صدق ، صفاء بشرتها يدل على طهر لم يتنسى لأيادي البشر أن تعكر صفاءه ، لم يرى ذلك الوجه الجميل تلك المساحيق التي تغير حقائق الأمور وتخفى العيوب والأخطاء ، وجه ينطق ليقول أننا في زمن أجمل ما فيه البراءة والصدق والإخلاص وأننا بحاجة ماسة لتلك المفاهيم مجتمعة , بعدما غابت مع زحمة الأيام .
عندما رأيتها أيقنت أن أجمل شيء في هذا الكون الوسيع والفسيح براءة الأطفال ونقاء سيريته مثل نقاء بشرته ، وأن كل ما في هذا الوجود شيء بديع حتى ما تتدخل به يد خارجية لتعكر صفوه وتفسد جماله .
قراءة الوجوه لغة جيدة أتقنتها ، وسوف أتعمق بها أكثر وأكثر حتى تسفر لي عن حقائق الأمور ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق