السبت، 17 يوليو 2010

حلم العودة

في كل ليلة أحلم بان أرى النجوم متلألئة في سماءها البديعة وأن أطأ ثراها بقديمي , وأمشي حافي القدمين في ربوع بساتينها التي ألمح قطرات الندى تتدلى على أوراق أشجارها , كم أحلم أن أمشي في أزقتها القديمة لأسمع أحاديث الزمن الجميل التي تخبر أحجارها عن أقوام مروا من هنا تلك الأحجار التي رسمت هذه اللوحة الفنية الجميلة , كم احلم أن أسمع صوت خرير أنهارها وجداولها المترامية في جميع الإنحاء بلدي الحبيب وكأنها عروق تجري في شتى إنحاءها لتغذي قلبها النابض ..
كم أحلم أن أمر على شواهد التاريخ التي بقيت لتثبت لنا ان هذا البلد عظيم , وقد حوت عظماء على مر التاريخ انشأوا وشيدوا وقاتلوا وقتلوا و ذودا عنها وحموها من كل سوء لتبقى عظيمة وصامدة .
تجتاحني مشاعر شوق وحنين , وكأن الله جَبَلَ حب الأوطان في أرواحنا لتسير فينا مسر الدم , ما الذي يجعل أفئدتنا تهوي إليها , أو تدافع عنها , أو حتى تشق رؤيتها , شعور غريزي غريب يختلج النفس ويداعبها , كل واحد منا يشعر كل ما ابتعد عنها بحنين يشدها إليه , سكينة تملأ بالقلوب كلما أتقربنا من ثراها , وفرحة عارمة تسري في الروح .
حلم العودة بات يراودني في كل ليلة وفي كل حين , لأنها الملاذ والأمان , لأنها الهدوء والسكون , لأنها الأهل والأقارب و أبناء البلد الواحد الذي تجمعنا أعراف أو عادات وتقاليد ولغة ودين وبهجة وسرور .
سأعود إليك يا بلدي حتى أملأ الأرض نور , أسعى للتغير وللتطوير وللإنجاز والتعمير ورغبة صادقة في رفع اسم بلادي عاليا في الآفاق . 





محمد سرميني 

هناك 5 تعليقات:

  1. نعم, حب الوطن!
    تفكرت مليا في حب الوطن وفي حلم العودة.
    لقد ذكرت ما يجعل الإنسان يحب وطنه ويحلم بالعودة اليه وتأملت فيها.
    "لأنها الملاذ والأمان , لأنها الهدوء والسكون , لأنها الأهل والأقارب و أبناء البلد الواحد الذي تجمعنا أعراف أو عادات وتقاليد ولغة ودين وبهجة وسرور".
    كيف أشعر انها الملاذ والأمان وأنا الهارب منها وأنا طفل صغير لم أرتكب ذنبا لا سياسيا ولا غير ذلك.
    كيف أشعر بالأمان والمخابرات قد تعتقلني عند عودتي لها بعد غياب طال 30 عاما.
    كيف سأشعر بالهدوء والسكون وأنا أتخيل نفسي في أحد اقبية السجون وكلها تعذيب ومهانة وذل.
    أين الأهل والأقارب الذين تتحدث عنهم..كلهم مشردون في بقاع الأرض في كل قارات العالم..عائلتي موزعة على 12 بلدا مختلفا..من سأجد اذا عدت للوطن.؟.
    أحلم ان اكون بين أناس يتكلمون نفس لهجتي ولهم نفس عاداتي وتقاليدي وديني ..لقد سأمت تبديل الأوطان ...كل فترة في بلد..أبدء من الصفر في كل مرة ..ابحث عن أصدقاء جدد..ابحث عن عمل جديد ..اتعرض لذل الغربة وما ادراك ما الغربة..بعد سنوات كثيرة جدا أجد نفسي لم أحقق شيئا..لانني في كل مرةاعود للصفر..لايوجد قاعدة أبني عليها.
    أتمنى أن تصبح بلدي أفضل البلدان ولكن اذا عدت اليها ستجعلني أحقر انسان ..
    كيف تريدني ان احلم بالعودة الى سوريا
    هو حلم اصبح مستحيل التحقق لأنه ما بقي من العمر هو أقل بكثير مما مضى منه وانا ابلغ فقط 37 عاما ..لان امل التغير في سوريا مستحيل المنال وبعيد جدا يحتاج الى اجيال ليتحقق وحتى يمكن للمشردين العودة الى الوطن ..ستكون عظامنا قد بليت منذ عشرات السنين..
    أه يا وطن ...لقد فقدتك الى الأبد ...واوطناه..لقد افتقدتك...لقد مات الوطن ...ولن يعود أبدا ...ألقاك يوم القيامة ...مع السلامة.

    ردحذف
  2. صديقي الغير معرف ...
    ربما أدرك محنتك .. ربما أدرك مقدار الألم الجاثم في قلبك .. لكنني أقول أنه مهما حصل .. فكل كلمة كتبتها أعنيها تمام .. الوطن يا صديقي ليس مجرد أشخاص ، الوطن الأرض وعرض , الوطن قلب كبير يجمعنا ..
    ناهيك ان بلادنا مبارك فيها وبإذن الله يحميها ..
    لا تقلق يا صديقي فما زال في الوقت متسع حتى تعود ..

    أشكر تعليقك اللطيف

    ردحذف
  3. زادني تعليق غير المعرف الأول هماً فوق همي وانا غير المعرف الثاني , ربما اكثر شباباً منكما
    ولكن الألم نفس الألم ,,فليس من في الوطن فقط يرفضني ولكن من حوله ايضاً ولا ذنب لي الا انني ولدت فلسطيني..فلسطيني
    حروف اسمي فلسطيني...كتبت اسمي على كل العناوين :(

    ردحذف
  4. صديقي غير معرف 2 .. شرفني تعليقك
    لكن هناك كلمات أود أن اقولها لك ,هي أحقاً تشعر بالغربة لأنك فلسطيني ؟؟
    أنت بلدك في قلبك وقلبي وقلب كل المسلمين .. يا صديقي أنا وانت لنا وطن ينتظرنا ولا بد أن نعود أليه قريبا ..
    أعلم حجم ألمك وأعلم ان في قلبك غصة لأنك تعيش غربة في غربة أخرى ..

    لكن أود أن تصنع من ألمك هذا أمل في العودة الذي سوف يتحقق ان شاء الله

    ردحذف
  5. الوطن هو البيت، البيت الكبير، والناس في الوطن هم الأهل في المحيط الأكبر، والشوارع .. الأشجار .. المباني والمقاهي ماهي إلا تفاصيل تكمل شكل الوطن .. البيت الكبير.
    نسافر أحيانا في إجازاتنا لأسبوع .. أسبوعين أو شهر، ويتملكنا حنين إلى أوطاننا، فكيف بالذي فارق وطنه لسنوات .. أو عمر؟!
    أسأل الله أن يحقق لكل المغتربين عن أوطانهم .. أحلامهم بالعودة.

    شكرا عزيزي محمد
    صديقك (المعرف): سعود :)

    ردحذف