السبت، 17 يوليو 2010

القرار العربي الأخير : القدس للبيع



لم يزل الإجتماع الطارئ الذي عقد في جامعة الدول العربية في القاهرة منعقد , ومازال الإرتباك يسود الموقف ، هناك العديد من المسؤولين العرب في المكاتب المجاورة لقاعة الإجتماعات التي يقبع فيها ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية ، أصوات تعجع في المكان و وفود الصحفيين والإعلاميين في ازدياد  ، محور حديث الجميع يدور حول السر من وراء هذا الإجتماع ولماذا كل هذه التعتميم الإعلامي الشديد ؟؟
و ما السر وراء انعقاد إجتماع القمة العربية بعددها المكتمل على غير العادة ؟؟
الساعات تمر ببطئ شديد و ورغبة الإعلاميين والصحفين في ازياد ليعرفوا ما يدور في الداخل ؟؟
رؤساء تحرير الصحف العربية والعالمية ومدراء القنوات الفضائية على أُهبة الإستعداد لإنتظار عم سيسفر عنه هذا الإجتماع الطارئ ،في غرف أخبارالعديد من القنوات الفضائية التي تعج  بالمحللين السياسيين لإيجاد تفسير دقيق لما يجري في القاهرة , فكل واحد منهم بدأ باستجماع قدرته وخبرته في السياسة وشؤونها حتى يكون صاحب الرأي الأقرب إلى الصحة  الدقة في اجتماع القمة المنعقد .
بدأ المحللون بعرض مشاكل أمتنا العربية وقضاياها والخلافات الداخلية والدولية ومستجدات المنطقة والتحالفات السياسية في بلادنا العربية , لعلهم يصلوا إلى فك سر هذا الإجتماع المفاجئ ، فبعض المحللين اعتقدوا أن الإنتخابات العراقية الأخيرة وانتشار خبر تزويرها ورائحة الفاسد التي بدأت تعج في المنطقة حتى باتت تسد أنوف الأمريكان ، وآخرون استحضروا مشاكل الصومال تلك الأرض التي لم يشأ لها أن تهدأ أو تستقر، حيث كتب عليها أن تحترق رغم حرارة الشمس الحارقة عند خط الإستواء والتي الخلافات التي لايوجد ماء ليطفأ نارها ، وأما البعض فذكر أنه ربما خلافات السودان وأزمة دارفور التي التي أخذت سلة الغذاء العربية إلى نفق مظلم لايوجد لها نهاية معلومة .
آخرون بدأت تتسلل على أذهانهم مشاهد عدة ففي بلادنا العربية المثخنة بالجراح بعضهم ذكر اللبنان الذي مزقته الخلافات بين الطوائف والأحزاب ، والبعض ذكر الأزمة الإقتصادية التي هزت أركان عروش الإقتصاد الخليجي والتي مازلت جراحها لم تلتئم حتى يومنا هذا ، فهم لم يتركوا بقعة من أوطاننا العربية إلا وكانت حديث غرف الأخبار المختلفة .
وجاء محلل على غير العادة متفائل جداُ  ، قائلاُ أن هذا الإجتماع هو اجتماع النهضة والصحوة من قبل رؤساء دولنا وأنه طيلة القرن الماضي يسعون له ، ويخططون لإنجازه ، فهو الإجتماع المنتظر الذي لطالما حلمت الشعوب العربية به ولطالما انتظر له مفكرونا ، فسوف يكون نتائج الإجتماع التاريخي هذا هو إلغاء الحدود المصطنعة التي وضعها الإستعمار في سايكسبيكو فلا توجد تأشيرات دخول للتنقل بين البلاد العربية قاطبة ، وأنه سوف يكون نتاجه أيضا جملة من القرارت المصيرية الحاسمة كالجيش العربي الموحد والسوق العربية الموحدة والعملة العربية الموحدة ,وسوف يكون أيضا نفوذ للجامعة العربية وسوف تتطبق مبادئها لتي أنشأت من أجلها .
وكالعادة جاء الحديث عن جرح الأمة الغائر والألم الذي لم يسكن أبداً ، وخصوصا مع المستجدات الحديثة في القدس المحتلة مع تلك المؤامرات  الصهوينة التي ينسجوها لتهويد القدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى الشريف والسيطرة على الحرم الإبراهيمي في الخليل أحد مقدسات المسلمين ، وقرار بناء المستوطنات في القدس الغربية ، وحصار غزة الذي زاد عن 1000 يوم . .
مرت ثمان ساعات من الإجتماع المتواصل حتى أنهم لم يأخذو قسطا من الراحة من أجل تناول وجبة غداء أو حتى لإراحة العقول من جدل مستمر ساعات وساعات ، أروقة الجامعة تنتظر .. ومن فيه ينتظرون قرارت القمة ومعهم ملايين من أبناء الشارع العربي في ترقب شديد ...
انفرج باب القاعة .. ليخرج أحد المسؤولين رفيعي المستوى ليخبر عما تمضخ عنه الإجتماع الطارئ المنعقد..
 أنهم قد وصلوا إلى قرار أخير وحاسم هو أن " القدس للبيع "

محمد سرميني
16 مارس 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق