السبت، 17 يوليو 2010

ما زال في الوقت متسع

استيقظت بالأمس على يوم مشرق جميل من أيام الخليج الرائعة , الشمس ساطعة مع بعض النسمات العليلة التي تبشر بيوم ذو جو بديع , ركبت سيارتي متوجها للعمل وكعادتي الصباحية بدأت بتشغيل المذيع على هيئة الإذاعة البريطانية لآخذ لمحة سريعة على ما يجري من احداث مختلفة في هذا العالم الفسيح , تابعت الأخبار بسلاسة ويسر فالبرادعي في ضيافة ايران من اجل الأسلحة النووية , كم كان من قبل في العراق قبل احتلالها من قبل الأمريكان , واحداث هنا وأحداث هناك , حتى جاء الخبر الذي اخبر به المذيع انه عاجل وبدأ بالتحدث مباشرة مع المراسل من القدس المحتلة , واذا بمجموعة من الفلسطينين معتصمين في المسجد الأقصى منذ الأمس بعد صلاة العشاء وذلك لمنع مجموعات من اليهود دخول المسجد وتدنيسه بإحتفالاتهم ,وأن القوات الصهيونية المحتلة تقوم بالمحاصرة المسجد الأقصى كاملا , كما اخبر المرسل ان هناك مشادات وضرب بالعصي والهروات و أستخدام للأسلحة المطاطية , كما أكد المراسل ان هذا المشاهد شبيه بمشاهد انتفاضة 2000
تسع سنوات مرت على الإنتفاضة الثانية بدات الصور تتراجع لمخيلتي ومشاهد الصدام بين جنود المحتل وأخوتنا في فلسطين , وتداعت صور اخرى طيلة السنوات التسعة الماضية من أحداث جنين الدامية إلى جريمة الحرب ضد أهلنا في غزة هاشم, وكيف أن آيات الثبات والصمود بات واضحة جلية لشعب أراد الله له ان يكون من يمسح عن جبين هذه الأمة العار والذل والهوان, ومع صور البطولة الصمود تراءت لي صور الخذلان والخنوع للساستنا وقادتنا الذي لاتتجاوز ردود افعالهم عن استنكار أو أستهجان أو شجب, وكذلك صور الجماهير الغفير التي تجتاح شوارع المدن العربية قاطبة من المحيط إلى الخليج وكيف انهم يخرجون هائمين على وجوهم ليعبروا عن غضبهم ومشاعرهم المكبوتة التي ما ان تهدا في نهاية تلك المسيرة أو ذاك الإعتصام حتى تعود الحياة إلا سابق عهدها وكأن شيء لم يكن , وتمر صور المجالس التي تتحدث عن تلك الجريمة أو تلك المأساة لتبقى حديث الناس أيام وشهور لكن ما تلبث ان تتلاشى وتذوب كأن شي لم يكن
وبعد جميع تلك الصور المتبعثر في مخيلتي عدت إلى صوت المذيع الذي يخبر أن الخبر المتصدر في موقعهم هو تغطية لفرحة دي ريو جانيرو لحصولها على فرصة تنظيم أولمبياد 2016
كنت أتسأل كم هي المدة التي يستطيع خبر جلل كهذا أن يحرك فينا وفي حكامنا وساستنا ؟وماهي قوة تأثرنا وشدته؟ ومع أن الأمر أضحى خطير لدرجة ان مليون يهوديا يهددون بتسير مسيرات إلى المسجد الأقصى ودخوله عنوة , ولما نرى تحرك او تفاعل أو حتى رد فعل على جميع الأصعدة والمستويات سواء الرسمية منها والشعبية , لكنه يبدو أنه مازال في الوقت متسع ولم تحن اللحظة المناسبة حتى تثور ضمائرنا ضد الذل والخضوع والخذلان .



محمد سرميني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق