مشهد استنطق قلمي الذي أعيته الكلمات , وخذلته العبارات , مشهد لايملك الإنسان صاحب القلب إلا أن تذرف دمعته معبرة عن شدة تأثره في هذا الموقف .
أثناء زيارتنا لإحدى المقابر لنواري جثمان أحد الأصحاب رحمه الله تعالى واسكن فسيح جناته , المقبرة ذلك المكان الذي تجتمع فيه الحقيقة الكبرى في هذا الكون الموت , ذلك الزائر الحتمي الذي لابد أن يطرق بابنا , ليذكرنا بعظمة خالق الكون الذي لا إله إلا هو هو صاحب البدء وهو صاحب النهاية وهو الباقي سبحانه وتعالى .
كان الموت قد طرق باب شاب مسلم من شرق آسيا , حيث أنه هاجر تارك أهله قاطعا آلاف الأميال طلب في الزرق وتحقيق عيش كريم وتحقيق حياة رغدة بعد بضع سنين , كان موعده مع الموت مفاجئ في بلد لايوجد معه إلا أخ له , كانت المقبرة تعج بالجنازات المتوالية وقد احتشد مع كل ميت أهله وأقاربه وعشيرته أوأهل بلده إلا صاحبنا ذاك ,حيث احتشد جميع من في المقبرة لمشاركته العزاء والوقوف معه في محنته , لم يكن يعلم أن كل من في المقبرة جاء لميت له أصبح هو من أهله وعشيرته , لم يدرك أن روابطنا بها أسمى وأقوى وأعظم هي رابطة الأخوة في الإسلام , تلك الرابطة الوثيقة التي لايمكن لها أن تنقض مهما حاول المتأمرون على قطعها أو فك عراها , هذا المشهد هو في زمن الألفية الثالثة أي فيما يزيد عن 1400 عاما عندما جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليبذر بذرة الأخوة التي ما زالت أغصانها عالية تشق عنان السماء .
دعوة نبوية خالدة جاءت لتكسر تلك الحواجز التي خلفتها الحياة المادية القاسية , التي صارت وجه لحياة مدنية بلا روح ، ما أروع ذاك المشهد وما أعظم هذا الدين , الذي جاء لترسيخ معنى المساواة بين الشعوب وتحقيق مبدأ التكافل وتحقيق مبدا الكفاءة الإجتماعية
جاء هذا الدين بمبادئه وقيمه ليرسخ أنه لا غربة في أرض رقعة فيه كلمة التوحيد , وأن بلاد الله جميعا هي مواطننا التي نحيا بها ، فلله در أخ العرب الذي أنشد في قصديه :
بلادُ العُربِ أوطاني*** منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ ***إلى مِصـرَ فتطوانِ
فأقول له :
بلاد الله أوطاني *** بكل الأرض تحنناي
فما أمست بنا غربة *** ولا أضحت بنا فاني
أخوة ديننا جمعت *** لأهل الأرض إيماني
محمد سرميني
14 ابريل 2010
أثناء زيارتنا لإحدى المقابر لنواري جثمان أحد الأصحاب رحمه الله تعالى واسكن فسيح جناته , المقبرة ذلك المكان الذي تجتمع فيه الحقيقة الكبرى في هذا الكون الموت , ذلك الزائر الحتمي الذي لابد أن يطرق بابنا , ليذكرنا بعظمة خالق الكون الذي لا إله إلا هو هو صاحب البدء وهو صاحب النهاية وهو الباقي سبحانه وتعالى .
كان الموت قد طرق باب شاب مسلم من شرق آسيا , حيث أنه هاجر تارك أهله قاطعا آلاف الأميال طلب في الزرق وتحقيق عيش كريم وتحقيق حياة رغدة بعد بضع سنين , كان موعده مع الموت مفاجئ في بلد لايوجد معه إلا أخ له , كانت المقبرة تعج بالجنازات المتوالية وقد احتشد مع كل ميت أهله وأقاربه وعشيرته أوأهل بلده إلا صاحبنا ذاك ,حيث احتشد جميع من في المقبرة لمشاركته العزاء والوقوف معه في محنته , لم يكن يعلم أن كل من في المقبرة جاء لميت له أصبح هو من أهله وعشيرته , لم يدرك أن روابطنا بها أسمى وأقوى وأعظم هي رابطة الأخوة في الإسلام , تلك الرابطة الوثيقة التي لايمكن لها أن تنقض مهما حاول المتأمرون على قطعها أو فك عراها , هذا المشهد هو في زمن الألفية الثالثة أي فيما يزيد عن 1400 عاما عندما جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليبذر بذرة الأخوة التي ما زالت أغصانها عالية تشق عنان السماء .
دعوة نبوية خالدة جاءت لتكسر تلك الحواجز التي خلفتها الحياة المادية القاسية , التي صارت وجه لحياة مدنية بلا روح ، ما أروع ذاك المشهد وما أعظم هذا الدين , الذي جاء لترسيخ معنى المساواة بين الشعوب وتحقيق مبدأ التكافل وتحقيق مبدا الكفاءة الإجتماعية
جاء هذا الدين بمبادئه وقيمه ليرسخ أنه لا غربة في أرض رقعة فيه كلمة التوحيد , وأن بلاد الله جميعا هي مواطننا التي نحيا بها ، فلله در أخ العرب الذي أنشد في قصديه :
بلادُ العُربِ أوطاني*** منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ ***إلى مِصـرَ فتطوانِ
فأقول له :
بلاد الله أوطاني *** بكل الأرض تحنناي
فما أمست بنا غربة *** ولا أضحت بنا فاني
أخوة ديننا جمعت *** لأهل الأرض إيماني
محمد سرميني
14 ابريل 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق