من أروع البرامج التي عرضت في شهر رمضان الماضي برنامج المبدع الشقيري "خواطر في اليابان " الذي تناول فيه التجربة الحياتية اليابانية ومحاكاتها للنظام الإسلامي بكل بتفاصيله ، وكيف أن اليابانين حق لهم أن يكونوا الأكثر رقيا وتقدما وحضارة ، عملوا بجد وإجتهاد ، أعملوا النظام في جميع أمور حياتهم ، أتقنوا فنون الدنيا فدنت لهم الدنيا ، فمن منا لا يقف وقفة إجلالا و إكبار عندما يذكر اسم اليابان أو منتج من ابداع وصناعة اليابان .
فلنعد للبلادنا قليلا بعيداُ عن الحلم الياباني الجميل ، ونلسط الضوء على واقعنا الذي بات لابد أن نقف معه وقفة جادة ، سواءاُ كنا شعوباُ أو حكومات .. في إحدى حلقات الشقيري تعرض عن نظافة اليابان بشكل عام في الشوراع والمرافق العامة أو الطرقات ، ولكن عندما نقوم بتسليط الضوء على على بلادنا العربية وبلد الشقيري تحديداُ , فستجد العجب العجاب ، وسوف آخذكم معي لإلقاء نظرة إلى أحدى نقاطنا الحدودية المختلفة تجد أن النظافة عنوان بعيد عنه كل البعد ، أما ما إذا دخلت إلى دورات المياه فحدث ولا حرج ، فنجد أنها لا تعكس أي مظهر من مظاهر النظافة والطهارة التي أمرنا بها ديننا الحنيف .
أما فيما يتعلق بالنظام والنتظيم فأظن أننا بحاجة إلى وقت طويل ، فالمشاهد لحال مؤسساتنا الحكومية أو قطاعاتنا الرسمية ، يجد أن قوامها مبني على الفوضى و اللا نظام ، وكثيرا منا يكون الخاسر الحقيقي لهذه الفوضى الخلاقة ..
وهناك الكثير من الإسقاطات التي عرضها الشقيري في برنامجه المفيد ، تغيب عن عالم العربي والإسلامي ، ولكنني لم استعرض الموضوع من باب نفث غصبي من خلال الكلمات المتناثرة على أوراقي التي هي مستودع سري أنما هي من أجل تسليط الضوء على كيفية التخلص من هذه المشاكل والعقبات للنهوض بالأمتنا وجعلها في مصاف الأمم المتقدمة ، فأمتنا لا ينقصها منهاج أو نظام قويم ، إنما يلزمها تطبيق عملي دقيق وحس بالمسئولية رفيع ، فالمسئولية لاتقع على الحكومات فحسب أوعلى الشعوب والأفراد منفردين إنما هي مسئولية مشتركة من الأطراف مجتمعة سواءاُ كانت حكومات ودول أو كانت مؤسسات وجمعيات أهلية ومدنية او حتى على مستوى الشخصي للفرد الواحد .
نشد على يد الشقيري على نقل هذه التجربة الرائدة ومحاكاته للواقعنا الموجود في أوطاننا ، ونؤكد أننا يد بيد نبي أوطاننا ، دون ان نستصغر فعل نقوم به او عمل نقدم لبناء حضارة عربية وإسلامية تحقق المجد والتبني الوطن .
محمد سرميني
25 فبراير 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق