الجمعة، 16 يوليو 2010

ذكرى يوم مولدنا

لكل منا يوم مولد شهد وصوله إلى هذا العالم من خلال أول صرخة أطلقها , لتُبشّر عن وصول نسمة جديدة إلى تعداد هذا العالم , في كل عام، في نفس هذا اليوم يحتفل الأهل والأصحاب والأقارب والأحباب فرحاً بقدوم مولودهم الجديد , ففي هذا اليوم، في عامه الأول يتم الإعلان عن دخول عام جديد من حياته حيث تبدأ أولى خطواته على هذه الأرض بتشجيع من حوله , وما أن يمر العام الثاني حتى يُكرر الاحتفال بحفاوة أكبر حيث تبدأ كلماته الأولى تخرج من فيه , صحيح أنها متعثرة وربما متقطعة لكنّ الاحتفال يكون على شرف تلك الكلمات المبعثرة , تستمر الاحتفالات والمباركات عاماً بعد عام وما إن يصل إلى عامه السادس ويجلس على مقاعد الدراسة ، يكون الاحتفال مختلفاً حيث أنه في هذا العام اعتلى أول درجة من درجات العلم ويكون الاحتفال من أجل زيادة الدافعية لإقباله على العلم وحثه على الدراسة والعمل بجد واجتهاد، وأن يكون تحصيله العلمي في عامه الأول الأكثر تميزاً وبداية لمشوار متميز .
هكذا تمر الأيام والسنون وفي كل عام يكون الاحتفال في نفس ذاك اليوم , ربما تختلف ملامح المولود ونبرة صوته و شكل الهدايا التي يتلقاها في كل عام , تبدأ اهتماماته تزداد شيئا فشيئا , لم يعد الاحتفال بمولده ذاك هو اهتمام والديه فحسب إنما هو تعبير عن ذاته وخصوصيته واستقلاليته .
رغم أن الاحتفال بهذه المناسبة تعبير جميل عن الفرحة لدخول عام جديد يحمل في طياته الكثير من المفاجآت والأحداث والإنجازات , لكن يجب أن نسأل أنفسنا هل يحتفل الإنسان لانقضاء بعضه ؟ وهل يفرح الإنسان عندما يتلاشى جزء منه؟ , يقول الحسن البصري " يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك " ليست تلك دعوة إلى التشاؤم والتخاذل إنما هي دعوة إلى المراجعة والمحاسبة , أيامنا التي تنقضي دون أن تكون مليئة بالفرح والسرور والحب والعطاء والتقدم والإنجاز , إنما هي وقت ضائع لم يستفد منه .
أعمارنا إنما هي أمانة وهبت لنا لنحافظ عليها , نستفيد منها أفضل استفادة , فكم من أوقاتنا ضاعة دون جدوى أو نفع , كم من الأوقات نقضيها في خدمة أمتنا أو مجتمعنا أو أوطاننا أو حتى ذواتنا.
فلتكن احتفالاتنا بإنجازاتنا وإبداعتنا أهم من احتفالاتنا في مرور أيامنا ومضيها، وبذهاب أعمارنا واقترابنا من النهاية , فحياتنا تتوج بالإنجازات وتتألق بالمثابرة والنجاح .
فكل عام وأنتم بخيروكل عام وحياتكم ملئ بالعمل الجاد المثمر .

27 مايو 2010
محمد سرميني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق