الجمعة، 30 يوليو 2010

نشرة غسيل ..نشرة بنكهة مختلفة


نشرة الغسيل اسم استوقفني كثيراً، لكن عندما تابعت تلك النشرة الخفيفة الظريفة، لم يستوقفني الاسم  فحسب إنما حتى الموضوع والفكرة التي جاءت لتعبر عن إبداع ملفت من شباب ينبض تألقا ..
المتابع لتلك النشرة القصيرة في مدتها الزمنية، الكبيرة في مواضيعها التي تطرحها .. حيث تقدم مشاكل وهموم المواطن العربي بقالب كوميدي ساخر،  يناقش قضايا ساخنة وهامة فكانت نشرة الغسيل حاضرة في قوة في (أسطول الحرية) وكانت (نهاية رجل شجاع) إحدى إبداعات تلك النشرة وكانت (الكرش وجاهة) آخر مادة قدمتها النشرة في قضية هامة عند بنو العرب وخصوصا الكرش الذي أصبح معلما هاما من معالم الشخصية العربية.
المثير للانتباه في نشرتنا أن من قاموا عليها إنما هم مجموعة من الشباب الهواة الذين وضحت الرؤية في عقلوهم وقلوبهم ليقدموا لشبابنا العربي قضاياهم بلغة يفهمونها وقريبة من عقلوهم ..
ما أود ذكره هو كيف نحاور عقول الشباب وكيف نعرف لغة خطابهم ..
فوسائل التواصل والخطاب اختلفت وتغيرت، فلم تعد وسائل الإعلام التقليدية قادرة على الوصول إلى الشباب ومحاكاة اهتماماتهم .
الشباب اليوم هم حديث كل متحدث حيث أنهم أمل المستقبل ونواة الحاضر ..
ومن الأكيد عندما نتحدث عن نشرة غسيل التي هي بتعاون مع مؤسسة شبابية طامحة " الجزيرة توك " التي جعلت شعارها "إعلام ينبض شباباً" لإيمانها أنه لا يمكن أن يستقيم الإعلام وتستقيم وسائله  إلا بوجود الشباب الفاعل الطامح، ليكون لبنة أساسية في جسد الإعلام العربي ..
الجزيرة توك تلك تضم في كنفها ثلة من المتطوعين  الشباب حيث الإبداع هي السمة المشتركة بين ذلك الفريق المتناغم حيث يعملون بروح الفريق رغم أنهم منتشرون في كافة بقاع المعمورة .. يجمعهم مكان واحد هو الجزيرة توك في ذلك الفضاء الافتراضي الرحب. إن الذي يجمع المبدعين على مر العصور هي الأفكار .
إن مجتمعاتنا العربية بحاجة ماسة لشباب أكثر حيوية ونشاط وأكثر فعالية وعطاء، ليس في مجال الإعلام والصحافة والإنترنت وحسب ، إنما في كافة المجالات المختلفة وتغّيب دورهم خسارة حقيقة للمجتمع وللشباب أنفسهم ، فالشباب قادر أن يثبت كفاءته إذا ما أتيحت له الفرص المناسبة، من وجهة نظري حان الوقت لذلك ..

30 يوليو 2010

محمد سرميني

إليك معلمي ..

وصلتني رسالة نصية اليوم من معلمي وأستاذي وموجهي ومُلهمي ، رسالة قصيرة في كلماتها كبيرة في معناها تحمل في طياتها الكثير ، تحمل في جنباتها مشاعره صادقة وحب دافئ ورح رائعة ، ما أعظم تلك الرسالة وما أجمل وقعها على قلبي ، قرأت هذه الرسالة وأخذت تعود بي نحو عقد من الزمن بدأت المشاهد تتزاحم في مخيلتي بدأت المواقف والأحداث تصور كأنها جرت الآن ..

مازلت أذكر التفاصيل وبدقة .. مازلت اذكر نصائح التي  كنت تخصني بها، حتى أنها باتت لي منهاج حياة ، مازلت اذكر تلك الكلمات الصادقة التي خرجت من القلب فلم يكن لها مستقر سوا القلب ، هكذا هي المشاعر الصادقة تخرج بصدق لا يوصف لتضع رحالها في موطن ثابت .
أننا في هذه الحياة بحاجة ماسة إلى معلم وموجه ومرشد يدلنا على الطريق يسدد خطانا إذا أخطأنا ويشد على أيدينا إذا أصبنا ، بحاجة
إلى كلمة تشجيع ، إلى يد حانية تمسح عنا هم الأيام ، يكون هو الخطوة الأولى في نجاحنا ويكون هو الدافع والسند ، كثير من الأشخاص ربما تكون نفوسهم تتوقد همة وعطاء لكنه لم يجد مثلك يا معلمي .. لم يجد نصيرا وداعما ومحفزا ..
أخبرني أنه يجد في شخصي شبابه وهذا شرف أعتز بنيله، أقول إنني أجد فيه مستقبلي المشرق ، ولكنني وكعادة المجتهد المثابر أقول له سأكون التلميذ الذي يطمح أن يكون أفضل مما ترنو إليه وتصبو نفسك التواقة الحصول عليه ..
أشعر بالفخر لمجالستك والحديث معك ، استلهم منك الأفكار ، فحديثك يا معلمي يشعل في عقل الفكر ويلهب في قلبي المشاعر ، علمتني كيف يكون الحوار ، علمتني كيف أخرج إلى هذه الدنيا واثق الخطوات رابط الجأش ، قوي العزيمة واضح الرأي .
كلماتك يا معلمي مازالت كالمصباح متوهجتاً في داخلي ، أرجعها بين الحين والآخر ، أخبرها أنني على العهد ..
نعم إليك يا معلمي أهديك تلك الكلمات .. أهديك بعض من كلي .. أهديك عهد على التميز والمثابرة والعطاء .. أهديك روح صادقة مخلصة ..

30 يوليو 2010

محمد سرميني

الجمعة، 23 يوليو 2010

عسل أسود .. ولكن


كانت أمسية جميلة عندما ذهبنا أنا وصحبي لمشاهدة فيلم يعرض بدور السينما العربية في هذه الأيام، حيث أنه أحدث مخرجات السينما المصرية ، التي يجب أن نقف لها وقفة إجلال وإكبار على نوعية الأفلام الهادفة والبعيدة عن الإسفاف المعتاد ، كان الفيلم بعنوان " عسل أسود " .
عسل أسود اسم يحمل في طياته الكثير من المعاني والعبر، أرى أن اختياره بدا موفقا وسديداً.. مما لاشك فيه أن الوطن هو العسل الذي نجد فيه حلاوة تأسر العقول والقلوب, ويحمل في طياته فوائد بكل أشكالها وأنواعها.. ولكنه في هذه المرة اسود اللون في ظلمه لأبنائه في بعض الأحيان ، حيث أصبح بيئة طاردة أكثر منه أنه ملاذا آمنا , هذا السواد الذي يجتاح أوطاننا للأسف يشوه صورته التي دائما ما نحلم أن يكون كحال المدينة الفاضلة ".
في هذه المرة قررت أن أشاهد هذا الفيلم  ليس للإمتاع فحسب ، إنما للاستفادة والتركيز على جوانب الإبداع والتمتع في الرسائل الهادفة التي كان يلقيها ، سمعت كثيراً عن الفيلم قبل حضوره والضجة الذي أحدثها في مصر، كما  آثار انتباهي أكثر هو أن مؤلف التحفة الفنية تلك هو خالد دياب أحد المشاركين في البرنامج الأخير للدكتور عمرو خالد "المجددون" ولاشك أنه بات مجددا في مجاله ، مبدعا في إنتاجه ، كما أن اسم الفنان أحمد حلمي اسم جاذب للمشاهد العربي من حيث متعة الأداء وخفة الظل .
استطاع الفيلم أن يقدم صورة جمالية فنية مليئة بالإسقاطات الهادفة التي تحاكي واقع مجتمعاتنا العربية ولاشك على وجه الخصوص واقع المجتمع المصري...
وتبدأ أحداث الفيلم..
مواطن مصري عاش في بلاد الغربة عقدين من الزمان سافر عائدا إلى الوطن وقد رسم في مخيلته صور مثالية عن الوطن ذلك الحضن الذي سرعان ما سوف يحتضنه ليعوضه حرمان سنين الغربة، لكن الأم الحنون تلك لطالما عاملت أبنائها بقسوة ومسحت بيد الحنان على الغرباء "من باب دعم السياحة" ربما... أو من باب أن أولادنا لابد إن يستحملوا"
مواطن كثيرة تستحق الوقوف عندها ولكنني لا أود ذكرها حتى لا أحرمكم متعة المشاهدة لمن يشاهده بعد..
أن مما لاشك فيه أن المقارنة بين واقع المجتمعات الغريبة وواقع المجتمعات العربية كبيرة لا تقتصر على رغد العيش والفجوة الزمنية التي بيننا من حيث التقدم العلمي والإهتمام بالثقافة والفنون فحسب، إنما من حيث إعطاء المواطن حقوقه التي باتت مسلوبة في بلادنا العربية.
لكن المؤلف والمخرج كان صائبا في أن هناك شيء مختلف في بلدنا ليس موجود في بلادهم وهي"شهامة أهل البلد" التي حاولوا كثيرا وأدها ولم يستطيعوا ذلك، والحياة الاجتماعية التي حُرمها كل من جعل الغرب موطنا له، والكثير من الأخلاق الأصيلة النابعة عن مجتمعات إسلامية وعربية.
الفن الهادف ذو الرسالة هو ما ننشده في كل فنوننا سواء كان سينمائيا أو مسرحياً أو غنائياً.. لأن أصحاب الرسالات هم الذين يخلدهم التاريخ ويحفظ أسمائهم في صفحاته.. هم من يضعوا بصمة في مجتمعاتهم لينقلوها من واقع بأس إلى واقع أجمل وأكثر رقياً و بهاء.

محمد سرميني
23 يوليو 2010

السبت، 17 يوليو 2010

القرار العربي الأخير : القدس للبيع



لم يزل الإجتماع الطارئ الذي عقد في جامعة الدول العربية في القاهرة منعقد , ومازال الإرتباك يسود الموقف ، هناك العديد من المسؤولين العرب في المكاتب المجاورة لقاعة الإجتماعات التي يقبع فيها ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية ، أصوات تعجع في المكان و وفود الصحفيين والإعلاميين في ازدياد  ، محور حديث الجميع يدور حول السر من وراء هذا الإجتماع ولماذا كل هذه التعتميم الإعلامي الشديد ؟؟
و ما السر وراء انعقاد إجتماع القمة العربية بعددها المكتمل على غير العادة ؟؟
الساعات تمر ببطئ شديد و ورغبة الإعلاميين والصحفين في ازياد ليعرفوا ما يدور في الداخل ؟؟
رؤساء تحرير الصحف العربية والعالمية ومدراء القنوات الفضائية على أُهبة الإستعداد لإنتظار عم سيسفر عنه هذا الإجتماع الطارئ ،في غرف أخبارالعديد من القنوات الفضائية التي تعج  بالمحللين السياسيين لإيجاد تفسير دقيق لما يجري في القاهرة , فكل واحد منهم بدأ باستجماع قدرته وخبرته في السياسة وشؤونها حتى يكون صاحب الرأي الأقرب إلى الصحة  الدقة في اجتماع القمة المنعقد .
بدأ المحللون بعرض مشاكل أمتنا العربية وقضاياها والخلافات الداخلية والدولية ومستجدات المنطقة والتحالفات السياسية في بلادنا العربية , لعلهم يصلوا إلى فك سر هذا الإجتماع المفاجئ ، فبعض المحللين اعتقدوا أن الإنتخابات العراقية الأخيرة وانتشار خبر تزويرها ورائحة الفاسد التي بدأت تعج في المنطقة حتى باتت تسد أنوف الأمريكان ، وآخرون استحضروا مشاكل الصومال تلك الأرض التي لم يشأ لها أن تهدأ أو تستقر، حيث كتب عليها أن تحترق رغم حرارة الشمس الحارقة عند خط الإستواء والتي الخلافات التي لايوجد ماء ليطفأ نارها ، وأما البعض فذكر أنه ربما خلافات السودان وأزمة دارفور التي التي أخذت سلة الغذاء العربية إلى نفق مظلم لايوجد لها نهاية معلومة .
آخرون بدأت تتسلل على أذهانهم مشاهد عدة ففي بلادنا العربية المثخنة بالجراح بعضهم ذكر اللبنان الذي مزقته الخلافات بين الطوائف والأحزاب ، والبعض ذكر الأزمة الإقتصادية التي هزت أركان عروش الإقتصاد الخليجي والتي مازلت جراحها لم تلتئم حتى يومنا هذا ، فهم لم يتركوا بقعة من أوطاننا العربية إلا وكانت حديث غرف الأخبار المختلفة .
وجاء محلل على غير العادة متفائل جداُ  ، قائلاُ أن هذا الإجتماع هو اجتماع النهضة والصحوة من قبل رؤساء دولنا وأنه طيلة القرن الماضي يسعون له ، ويخططون لإنجازه ، فهو الإجتماع المنتظر الذي لطالما حلمت الشعوب العربية به ولطالما انتظر له مفكرونا ، فسوف يكون نتائج الإجتماع التاريخي هذا هو إلغاء الحدود المصطنعة التي وضعها الإستعمار في سايكسبيكو فلا توجد تأشيرات دخول للتنقل بين البلاد العربية قاطبة ، وأنه سوف يكون نتاجه أيضا جملة من القرارت المصيرية الحاسمة كالجيش العربي الموحد والسوق العربية الموحدة والعملة العربية الموحدة ,وسوف يكون أيضا نفوذ للجامعة العربية وسوف تتطبق مبادئها لتي أنشأت من أجلها .
وكالعادة جاء الحديث عن جرح الأمة الغائر والألم الذي لم يسكن أبداً ، وخصوصا مع المستجدات الحديثة في القدس المحتلة مع تلك المؤامرات  الصهوينة التي ينسجوها لتهويد القدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى الشريف والسيطرة على الحرم الإبراهيمي في الخليل أحد مقدسات المسلمين ، وقرار بناء المستوطنات في القدس الغربية ، وحصار غزة الذي زاد عن 1000 يوم . .
مرت ثمان ساعات من الإجتماع المتواصل حتى أنهم لم يأخذو قسطا من الراحة من أجل تناول وجبة غداء أو حتى لإراحة العقول من جدل مستمر ساعات وساعات ، أروقة الجامعة تنتظر .. ومن فيه ينتظرون قرارت القمة ومعهم ملايين من أبناء الشارع العربي في ترقب شديد ...
انفرج باب القاعة .. ليخرج أحد المسؤولين رفيعي المستوى ليخبر عما تمضخ عنه الإجتماع الطارئ المنعقد..
 أنهم قد وصلوا إلى قرار أخير وحاسم هو أن " القدس للبيع "

محمد سرميني
16 مارس 2010

حلم العودة

في كل ليلة أحلم بان أرى النجوم متلألئة في سماءها البديعة وأن أطأ ثراها بقديمي , وأمشي حافي القدمين في ربوع بساتينها التي ألمح قطرات الندى تتدلى على أوراق أشجارها , كم أحلم أن أمشي في أزقتها القديمة لأسمع أحاديث الزمن الجميل التي تخبر أحجارها عن أقوام مروا من هنا تلك الأحجار التي رسمت هذه اللوحة الفنية الجميلة , كم احلم أن أسمع صوت خرير أنهارها وجداولها المترامية في جميع الإنحاء بلدي الحبيب وكأنها عروق تجري في شتى إنحاءها لتغذي قلبها النابض ..
كم أحلم أن أمر على شواهد التاريخ التي بقيت لتثبت لنا ان هذا البلد عظيم , وقد حوت عظماء على مر التاريخ انشأوا وشيدوا وقاتلوا وقتلوا و ذودا عنها وحموها من كل سوء لتبقى عظيمة وصامدة .
تجتاحني مشاعر شوق وحنين , وكأن الله جَبَلَ حب الأوطان في أرواحنا لتسير فينا مسر الدم , ما الذي يجعل أفئدتنا تهوي إليها , أو تدافع عنها , أو حتى تشق رؤيتها , شعور غريزي غريب يختلج النفس ويداعبها , كل واحد منا يشعر كل ما ابتعد عنها بحنين يشدها إليه , سكينة تملأ بالقلوب كلما أتقربنا من ثراها , وفرحة عارمة تسري في الروح .
حلم العودة بات يراودني في كل ليلة وفي كل حين , لأنها الملاذ والأمان , لأنها الهدوء والسكون , لأنها الأهل والأقارب و أبناء البلد الواحد الذي تجمعنا أعراف أو عادات وتقاليد ولغة ودين وبهجة وسرور .
سأعود إليك يا بلدي حتى أملأ الأرض نور , أسعى للتغير وللتطوير وللإنجاز والتعمير ورغبة صادقة في رفع اسم بلادي عاليا في الآفاق . 





محمد سرميني 

نهاية الأسبوع

في زحام العمل العظيم وفي لجة الأسبوع التي يتوه فيها القاصي والداني، وحجم الأعمال والمهام التي ترمى على عاتقنا م قبل هذا وذاك......
ننتظر نهاية الأسبوع بلهفة وشوق ، كالظمآن يتشوق إلى رجفة الماء التي تروي ظمأه وتسكت عطشه وتخرجه من فاقد للأمل إلى منتعش بالحياة منتشي بها .
أيام الراحة والاستجمام .. كثيرا منا لا يفهم لها معنى ولا يوجد فيها رائحة أو طعم أو لون تمضي كما سائر الأيام والليالي ، مضيعة للوقت لاشيء سوا النوم بسبب مقنع أو بغير سبب وكأنما خلقت العطلة من اجل النوم ، وترى البعض يتأفف من عطلة نهاية الأسبوع وكأن الله عاقبه بها ولم تكن للراحة والنقاهة والترفيه.....
العيب ليس في العطل ولكن كيف تكون هذه العطلة محطة أمل ونشاط محطة حيوية مفعمة وقوة محطة مرح وفرح وسعادة ، ولكنهم كما يقولون للسعادة أهلها ، ويبدو أن البعض قد امتهن التعاسة والشقاء مهنة في أيام العطل ويقضي بها الوقت ويمضي بها الساعات والأيام .
وكأننا لم نسمع قول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال " روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت" "
سيد الخلق ونبي العالمين وإمام المرسلين وجه البشرية الكامل, لقد أدرك في فهمه العميق أن للإنسان حاجة ماسة لراحة والسكون وتجديد النشاط وكسر الروتين الرتيب , بعد جهد في العمل أوفي التفكير أو في تسيير أمور الحياة ..
فلنجعل من نهاية الأسبوع محطة جديدة لتملأ حياتنا حيوية وسرور , ولنكمل بعدها الطريق في أسبوع حافل بالعطاء والإنجازات .. 





محمد سرميني

أنا لا أحب فلسطين

نعم أنا لا أحب فلسطين , ولا يعنيني أن كانت القدس عاصمة لها أم لا , ليس مهم بالنسبة لي أن عادت الأرضي الفلسطينية إلى 48 أو 67 فأمر سيان , إن عائد الفلسطينيون إلى بلدهم أم بقوا مشردين دون مأوى أو وطن يحتضنهم,
ربما أظن أن اليهود لهم حق مشروع في الأراضي الفلسطينية.
نعم هذا حال الكثيرون من أبناء أمتنا العربية والإسلامية , نعم هم أبناء ديننا ولغتنا وجلدتنا , وكأن فلسطين شأن خاص بأبناء تلك الأرض فقط ,وليست أرض إسلامية ووقف لأمة الإسلام قاطبة , وفيها أولى القبلتين وثلاثة المساجد الحرام , ربما تسمع كلام تقشر له الأبدان وتتشقق من قسوته الحجار, وكأننا الله نزع من قلوبهم نزعة الإنسانية , ومشاعر الرحمة , وملامح النخوة والكرامة .
لكنني أقول من قلبي ولساني وجوارحي ما قيل ذلك إلا من حال الأمة الذي بات يدنى له الجبين , وتسود من صنيعته الوجوه , تخاذل على مر السنين , وعمالة معلومة وغير معلومة من حفنة نزعة منها كل ما يتصل بالبشرية من نوازع الخير والشرف والكرامة .
فلسطين جرح غائر في قلب الأمة الإسلامية , دمعة منهمرة من عيوننا , الشعلة التي خبا نورها ,الزهرة التي تلاشى جمالها , وغاب أريجها الذي كان يعبق بأفاق الدنيا , جميلة في سهولها وبديعة في جبالها , رائعة في بيادرها , خلابة في برها وبحرها , تَغنى الشعراء في بهاءها , وسطر الأدب في كُتب التاريخ أمجادها .
أخرجت من رحمها أبطال سطور في التاريخ أروع أمجاد , أبطال لهم في الرجولة مقال , في الذود عن شرف الأمة وغسل العار عن جبينها , قدموا الغالي والنفيس وقدموا أرواحهم فدا دينهم و وطنهم وأرضهم وعرضهم فكانوا حماة الوطن .
نعم أحب فلسطين لا بل أعشقها , احزن لحزنها , واكتئب لمصابها , يدنوا جبيني لعمالة أبناءها وافتخر برجالها "الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينظر وما بدولوا تبديلا " ,واحلم دائما بزيارة ربوعها , والتنقل بين أزقة حارتها القديمة والتي مازالت شاهدت على تلك السينين التي مرت عليها لتبقى بيوتها شامخة رغم ظلم العدو والقريب , والصلاة في المسجد الأقصى الشريف أتحسس خط الفاروق واسمع صدى صلاح الدين .
أنها فلسطين جنة لله في أرضه , ومهبط الأنبياء , ومسرى رسول الله , و قبلة المسلمين الأولى , واجب علينا حمايتها والدفاع عنها بأرواحنا وأموالنا وبكل ما نملك فنقدم لها الغالي والنفيس . 





محمد سرميني

الملتزمون والحب

الحب كلمة لها جَرْسٌ موسيقي خاص عند عامة الناس فهي بالنسبة لهم الداء والدواء وهي بالنسبة لهم الشعور الجميل الذي يحلق بالإنسان عاليا ليصل به إلى عنان السماء يتجول بين الغيوم ويداعب الطيور ويسامر النجوم ، الحب كلمة تعني الشوق والوله والعتاب والحنان والتسامح والرضا والعفو والكثير من المشاعر الجميلة الآخذة في شكلها ومضمونها .
أما الحب لدى الملتزمين فيظن البعض أن جَرْسِها هو صوت ناقوس الخطر أو أنها من محظورات الكلام أو ممنوعات الحديث عندهم ، فهي تحمل عندهم مفاهيم خاطئة وتصرفات خارقة .
يا ترى هل هذا معنى الحب عند إخواننا الملتزمين أحقا مشاعرهم تخالف مشاعر العامة في فهمهم لحقيقة الحب ، أظننا مخطئين فما من أحد يفهم الحب ويعيه كأمثال الملتزمين فحبهم طاهر عفيف صادق المشاعر نقي النوايا ، يتعاملون معه كما يتعاملون بإخلاص متفاني...
صدقوني هم أكثر شعور بالحب ومعناه فإذا أحبوا , أحبوا بصدق فحبهم ليس مختصر على فتاة أو عشيقة أو زوج إنما ممتد ليصل إلى جميع من في هذا الكون وطبعا إلى خالق هذا الكون
الحب عند معاشر الملتزمين حكاية جميلة مفعمة بالحيوية والأمل , فهي كلمات عذبة تخرج من قلب طاهر لتسكن في قلب أكثر طهارة وبهاء ، الحب عندهم رواية عشق وهيام في عصور الرومانسية الشاعرية أبطالها رسل محبة وإخلاص وحب عذري طاهر شريف ، الحب عندهم قصيدة غزلية يتغنى بها القاصي والقريب ويسهر على أنغامها الحر والفقير . 


الحب عند القوم محور الحياة ومنبع الأمل ونور الطريق ودعوة صادقة للحياة والعمل .



محمد سرميني 

ثقافة الإختلاف

الاختلاف من السنن الله في الأرض, سنن نشأنا عليه منذ نعومة أظافرنا , وكأن الله سبحانه جَبَلَ الاختلاف في أرواحنا حتى يعّمُر الكون , ويتجلى الاختلاف في جميع مناحي حياتنا المختلفة , نتخلف في أشكالنا ونختلف في أقوالنا ونختلف في أفعالنا ونختلف في عادات وتقاليدنا .
الاختلاف أمر نعيشه جميعاً في جميع حالات حياتنا اليومية, ونعيشه مع جميع الفئات والجهات اختلافاً بين عاداتنا وتقاليدناً, اختلاف بين أفكارنا ومفاهيمنا, اختلاف في فهمنا للأمور ونظرتنا لها.
لماذا اختلافنا فيه تخلف وتشدد ؟ لماذا اختلافنا يفرقنا ولا يقربنا ؟ لماذا اختلافنا يكون مصدر لشقاق والعداء ؟ لماذا اختلافنا يفرقنا ولا يجمعنا؟ لأننا باختصار لم نفهم ثقافة الاختلاف التي تبنى قواعدها على أن اختلافنا بداية الوصول إلى الغاية الحق والطريق القويم والهدف المنشود , لو لم نختلف لما قامت العلوم والإنجازات ولو لم نختلف لما قامت الأفكار التصحيحية, لو لم نختلف لألغى أحدنا الأخر.
إن الاختلاف ليس مبنياً على أن يصر أحدنا على الآخر أو أن يفرض رأيه أو أن يسيطر فكره أو يفرض سيطرته , لكنه مبيني على التفاهم والتناغم والوعي والإدراك الرفيع.
ليس الخلاف هو جوهر مشاكلنا اليوم, إنما هو غياب ثقافة الاختلاف التي تبنى عليها جميع المفاهيم الخاطئة التي نتخذ منها شماعة نعلق عليها تعصبنا إلى آرائنا أو إصرارنا على تطبيق ما نراه صحيح دون التفكير في الرأي الأخر .
ليست المشكلة أن نختلف وليس الخلاف مصدر قلق أو ناقوس خطر, إنما هي ظاهره طبيعية نعيشها كل يوم ونتعايش معها , وذلك لأن لنا أن نختلف فالاختلاف هو الحياة. 





محمد سرميني

باب الحارة ليس مجرد مسلسل


كشف المخرج السوري بسام الملا أن مسلسل باب الحارة سيواصل في جزئه الرابع تركيزه على القيم الأخلاقية والأسرية التي افتقدها المجتمع في عصرنا الحاضر .
وقال في تصريح : لقد كان من أهم أسباب نجاح المسلسل تصويره للقيم الأخلاقية المنطلقة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، التي تلاشت في عصرنا الحاضر بفعل الهجمة المدنية التي ضيعتها وأذابتها في بوتقة العولمة. وأضاف لقد حاولت التأكيد على أن التمسك بالقيم الإسلامية هو الطريق الوحيد لعودة لم شمل المجتمع وتكاتفه ووقوفه صفا واحدا في وجه الأعداء رغم وجود المندسين بين الصفوف، والمسلسل أوضح أن أمثال هؤلاء هم حالات شاذة وستكون الغلبة دائما للمجتمع المتماسك الذي يرعى الفقير والصغير والضعيف والعاجز، لافتا إلى أن للدراما دورا كبيرا في التأثير الإيجابي في المجتمعات، وتحويله بالفعل التراكمي إلى سلوك ينتهجه الإنسان في حياته، وهو ما نحاول أن نخلقه داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية بإحياء القيم وإعادة روح الألفة والمحبة والشجاعة والنخوة والقدرة على تحمل المسؤولية.
وقال الملا إن المرأة قد حظيت بنصيب وافر من العناية في المسلسل من خلال تصوير التزامها بالحجاب والعفاف والحياء والحشمة وطاعة الزوج، وهي من الأمور التي تحاول عدة جهات تغريبية النيل منها ونزعها من المجتمع لينزعوا بذلك أعز ما تملكه، مشددا على أن هذه القيم ما زالت موجودة في نفوس المجتمعات لأنها من الفطرة، ومثل هذه الأعمال الدرامية تحاول أن تعيد الأخلاق الإسلامية الحميدة وتعزز وجودها بين الشعوب الإسلامية، مؤكدا أنها كانت من أهم الأسباب لنجاح المسلسل.
وأضاف: إنني أراهن على نجاح أي مسلسل يتبنى هذه القيم الإسلامية المفقودة شريطة أن ينفذ بشكل احترافي صحيح وبتقنية عالية، لكن للأسف فإن الدراما العربية ما زالت تبحث عن مسلسلات الإثارة والربح السريع ولو كان ذلك على حساب تعاليم ديننا وقيمنا وأخلاقنا بمعالجات درامية مثيرة أكثر من كونها معالجة، وبترويج للرذيلة دون خشية من الله أو استحياء من المجتمع، مطالبا الفضائيات العربية أن تتبنى المشاريع الإيجابية على غرار مسلسلات (الخوالي، وليالي الصالحية، وباب الحارة) نظرا لما تمثله من قيمة اجتماعية ودرامية، كي تؤدي وسائل الإعلام رسالتها الحقيقية في التوجيه والتوعية. 



محمد سرميني

ما زال في الوقت متسع

استيقظت بالأمس على يوم مشرق جميل من أيام الخليج الرائعة , الشمس ساطعة مع بعض النسمات العليلة التي تبشر بيوم ذو جو بديع , ركبت سيارتي متوجها للعمل وكعادتي الصباحية بدأت بتشغيل المذيع على هيئة الإذاعة البريطانية لآخذ لمحة سريعة على ما يجري من احداث مختلفة في هذا العالم الفسيح , تابعت الأخبار بسلاسة ويسر فالبرادعي في ضيافة ايران من اجل الأسلحة النووية , كم كان من قبل في العراق قبل احتلالها من قبل الأمريكان , واحداث هنا وأحداث هناك , حتى جاء الخبر الذي اخبر به المذيع انه عاجل وبدأ بالتحدث مباشرة مع المراسل من القدس المحتلة , واذا بمجموعة من الفلسطينين معتصمين في المسجد الأقصى منذ الأمس بعد صلاة العشاء وذلك لمنع مجموعات من اليهود دخول المسجد وتدنيسه بإحتفالاتهم ,وأن القوات الصهيونية المحتلة تقوم بالمحاصرة المسجد الأقصى كاملا , كما اخبر المرسل ان هناك مشادات وضرب بالعصي والهروات و أستخدام للأسلحة المطاطية , كما أكد المراسل ان هذا المشاهد شبيه بمشاهد انتفاضة 2000
تسع سنوات مرت على الإنتفاضة الثانية بدات الصور تتراجع لمخيلتي ومشاهد الصدام بين جنود المحتل وأخوتنا في فلسطين , وتداعت صور اخرى طيلة السنوات التسعة الماضية من أحداث جنين الدامية إلى جريمة الحرب ضد أهلنا في غزة هاشم, وكيف أن آيات الثبات والصمود بات واضحة جلية لشعب أراد الله له ان يكون من يمسح عن جبين هذه الأمة العار والذل والهوان, ومع صور البطولة الصمود تراءت لي صور الخذلان والخنوع للساستنا وقادتنا الذي لاتتجاوز ردود افعالهم عن استنكار أو أستهجان أو شجب, وكذلك صور الجماهير الغفير التي تجتاح شوارع المدن العربية قاطبة من المحيط إلى الخليج وكيف انهم يخرجون هائمين على وجوهم ليعبروا عن غضبهم ومشاعرهم المكبوتة التي ما ان تهدا في نهاية تلك المسيرة أو ذاك الإعتصام حتى تعود الحياة إلا سابق عهدها وكأن شيء لم يكن , وتمر صور المجالس التي تتحدث عن تلك الجريمة أو تلك المأساة لتبقى حديث الناس أيام وشهور لكن ما تلبث ان تتلاشى وتذوب كأن شي لم يكن
وبعد جميع تلك الصور المتبعثر في مخيلتي عدت إلى صوت المذيع الذي يخبر أن الخبر المتصدر في موقعهم هو تغطية لفرحة دي ريو جانيرو لحصولها على فرصة تنظيم أولمبياد 2016
كنت أتسأل كم هي المدة التي يستطيع خبر جلل كهذا أن يحرك فينا وفي حكامنا وساستنا ؟وماهي قوة تأثرنا وشدته؟ ومع أن الأمر أضحى خطير لدرجة ان مليون يهوديا يهددون بتسير مسيرات إلى المسجد الأقصى ودخوله عنوة , ولما نرى تحرك او تفاعل أو حتى رد فعل على جميع الأصعدة والمستويات سواء الرسمية منها والشعبية , لكنه يبدو أنه مازال في الوقت متسع ولم تحن اللحظة المناسبة حتى تثور ضمائرنا ضد الذل والخضوع والخذلان .



محمد سرميني

قراءة الوجوه

عندما تتجول في استنبول وتنظر في من حولك من شعب هذا البلد العظيم تركيا ، تجد وجوه مختلفة بعضها شابٌ فتيٌ والأخر كاهل حمّلته السنونُ والأيام هموم ومتاعب أثرت على قسمات وجه .
وبينما نتجول أنا والأصدقاء في منطقة السلطان أحمد مجمع السائحين وحاضنة حضارة الدولة العثمانية العظيمة ومن خلال سير في الطرقات والأزقة في تلك المنطقة ، مررنا بأناس كثيرون في بادرني أحد أصدقائي قائل " أقرأ الوجوه فستجد في ملامح كل منها قصة مختلفة ونظرة مختلفة " لفتت انتباهي تلك الكلمات ، وأخذت أفكر في معناها وأحاول أن أطبقها من خلال تجولِ في أرجاء المنطقة وكذلك لباقي رحلتي في تركيا .
أخذت انظر من حولي محاول أن أقرأ هذه الوجوه لم يكن ذلك بالأمر السهل فكيف لي ان أقرا وجها ً لاأجد فيها كلمات تقرأ أو رموز تفك ، ولكنني ما لبثت بعض من الوقت حتى تأكدت أن الوجه تُقرأ ، ولعلها تحمل في طياتها أكثر ما تحمل مجلدات ضخمة ، الموضوع وببساطة انك بحاجة أن تتمعن اكثر ..


شيخ كبيرهو أول وجه أثار انتابي وعزمت على قراته وجهه أبيض يحمل لحية بيضاء متوسطة الطول ، وجه مليء بالتجاعيد يظهر أنها تجاوز السبعين من العمر ، ظهر منحي يصعب عليه أن يستقيم ، رأيته في مسجد أبي الأيوب الأنصاري الذي يقع في الجهة الآسيوية من استنبول , على موضأ خارجي اعتاد الأتراك أن يضعه في ساحة المسجد الخارجي ، كان أثر التعب واضح على ملامحه وجه وكثرت متاعب الحياة وصعوباتها ،أثقله الهم وأظن أن حال الأمة كحال أي مواطن مسلم في هذه الأمة الإسلامية ، يفنى شبابه وهو يبحث عن لقمة العيش دون كل أو ملم ، ويعتصره الأسى لحال الأمة وما وصلت اليه من ضعف وهوان .


أما مثالي الآخر فلذلك الشباب الذي يحمل في قسمات وجه ملامح أقرب للعربية وهم سكان الجهة الجنوبية كإنطاكيا وباقي المناطق الحدودية , ولكنه كحال كثير من الشباب وحتى شبابنا العربي ، تجد أن ملامح وجوهم تعكس العروبة ولكن ملابسهم وتصرفاتهم تعكس ثقافة غربية ، مما جعلني أتسال لماذا هذا التأثر الشديد في الثقافة الغربية التي باتت مؤثرة على جميع المناحي المختلفة في حياة شبابنا ، ما الذي قدمه الغرب حيث أننا أصحاب الحضارات الشرقية عجازين عن تقديمه ، لماذا عندما نشاهد أي مظهر من مظاهر تلك الثقافة نسارع لإكتسابه؟ فهل هذا لقوة ماتحمل تلك الثقافة أم لضعف ثقافتنا ، أو ربما لعدم قدرتنا على تقديمها بما يتناسب مع الحياة ومتطلباتها، لعلي اجد اجوبة على هذه الأسئلة في وجوه الشباب ذلك الكتاب الذي أقرأ ..



أما الوجه الأخير الذي قرأته في ذلك اليوم فهو وجه تلك الطفلة البريئة التي عيناها تنطق براءة وعفوية صدق ، صفاء بشرتها يدل على طهر لم يتنسى لأيادي البشر أن تعكر صفاءه ، لم يرى ذلك الوجه الجميل تلك المساحيق التي تغير حقائق الأمور وتخفى العيوب والأخطاء ، وجه ينطق ليقول أننا في زمن أجمل ما فيه البراءة والصدق والإخلاص وأننا بحاجة ماسة لتلك المفاهيم مجتمعة , بعدما غابت مع زحمة الأيام .
عندما رأيتها أيقنت أن أجمل شيء في هذا الكون الوسيع والفسيح براءة الأطفال ونقاء سيريته مثل نقاء بشرته ، وأن كل ما في هذا الوجود شيء بديع حتى ما تتدخل به يد خارجية لتعكر صفوه وتفسد جماله .
قراءة الوجوه لغة جيدة أتقنتها ، وسوف أتعمق بها أكثر وأكثر حتى تسفر لي عن حقائق الأمور .. 

لحن الحياة

بينما أتصفح في إحدى مجلات وقعت عيناي على مقالة رشيقة ذات معنى ودلالة رائعة وجدت في نفسي صداً ، وشعرت أن الأفكار بدأت تجول في خاطري , وتداعي قلمي لتتناثر منه الكلمات وتسطر ما في خلدي من مشاعر وأحاسيس ، قرأت في تلك المقالة اللطيفة والخفيفة تصف فيها الكاتبة لو أن حياتنا من غير لحن أو غناء ، و لو أن الأشياء مصمتة لا نسمع فيها أصوات ، فالماء لا خرير له أو أن العصافير فوق الأشجار لا تصدح بنغم الصباح ، وأن الأوتار لا عزف لها ولا ألحان و لو أن الحناجر لا تنطق ، تخيلوا أن الصمت المطبق يحيطوا بنا ، وأننا في حالة من الفراغ الذي يأخذنا إلى عالم غير عالمنا لاصوت فيه ولحن ولا غناء .
أن حياة الملونة تزهو وتتلألئ في خليط الألحان المختلفة , فالألحان غذاء الروح العذب ، وترياق الحياة الجميلة فبها تحلو الحياة وتتجمل الدنيا ، فلألحان دلالاتها المختلفة وفهي ترافقنا في جميع أمور حياتنا ، فلأفراحنا ألحان تصاحبنا في جميع مناسباتنا ولحظات فرحنا فمن خلالها نعبر عن مكون الفرح المتجسد في نفوسنا ، ولأحزاننا ألحان تترجم من خلال مشاعر الحزن التي تجتاحنا ، ولنجاحتنا ألحان ترتقي بها أنفسنا وتسمو بها أرواحنا ويتردد بها صدى يتهادا في ذواتنا ، ولإبداعاتنا ألحان فهي ترسم لوحة فنية تترائ من خلالها لمسات الإبداع بشتى صورها وأشكالها ، ولمشاعرنا ألحان تترجم ما في داخلنا من مشاعر وأحاسيس ، فالعشق في قلوبنا لحن عذب جميل وكم سمعنا من ألحان تجمع القلوب وتبعث في الحياة الأمل والسرور .
حياتنا ملئية بالألحان نسمعها في كل وقت وحين ، فلا تسقيم إلى بها ، و ترنو إلا إلى الجمال والبهاء إلى من خلالها .
فالدعوة للجميع لتملؤ حياتكم بالألحان العذبة الجميلة ، فكلٍ منا لحن مختلف يعزفه ويسمعه ويتغنى به .

29 نوفمبر 2009



محمد سرميني 

كفاكم ضحاً على الشباب

من ينظر في المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية أو في المشاريع المختلفة يجدهم أنهم يتغنون بالشباب، وأهميتهم، و أنهم هم بناة الوطن، وحماة المستقبل، وأنّ الشباب هم الركيزة الأهم والأكبر في مجتمعنا؛ حديثٌ نسمعه في محافلنا ومنتداياتنا ومؤتمراتنا، وشعارات ترفع لتبعث فينا الرضا أننا أمة شابة فتية .
مساكين نحن معشر الشباب، فحكوماتنا تعلن دعمها الكامل ومؤازرتها الشديدة لنا، في حين أن لاتعليم كفءًا يشملنا, ولا وظائف مناسبة تتاح لنا, ولا يحق لنا أن نشارك في اتخاذ القرار، أو ربما لا يحق لنا أن نفكر في ذلك أيضا، ثم يقال أن الفراغ يعشش في عقول الشباب, طبعًا وتدور الدائرة علينا نحن الشباب، يُطلب منا ما ليس متاحًا لنا, ويحجر علينا الخوض في همومنا.
أما المؤسسات غير الرسمية، أو المنظمات أو المؤسسات الفكرية، أو الأحزاب السياسية، هؤلاء مجتمعين بالتأكيد هم أكثر من يُنّظرون في هذا المجال الخصب، فيعقدون المؤتمرات، ويُقيمون المحاضرات والندوات، ويشكلون اللجان الشبابية التي تنادي بتلك المفاهيم التي ذكرناها عن الشباب ودورهم المنشود, عندما نسمع هذه الكلمات من قادة الرأي والمفكرين والمخضرين في مجالات السياسية والإقتصاد وغيرها من المجالات ما تلبث أن تلمع عينك، ويملأ الفخر فؤداك، ويستلل شعور بالأهمية وارتفاع القيمة إلى نفسك, وما إن ينفض الجمع حتى ترى أنَّ هذا الكلام كله تبدد، وأن تلك المشاعر بدأت تتطايرُ تتطايرَ الكحول في الهواء.
نعم تلك حقيقةٌ لا بد أن نصارح بها أنفسنا, أذكر أنني كنت قد حضرتُ مؤتمرًا يعنى بالشباب على مستوى عالمنا الإسلامي, عندما تلقيت الدعوة شعرتُ أن قيمتنا نحن الشباب تكبر، وأن حاجات المجتمع لنا ماسة، لكن ما إن وصلت إلى قاعة المؤتمر حتى تبددت تلك المشاعر، عندما رأيت الوجوه التي شاخت من هموم الزمن، والرؤوس التي اتشحت بالبياض, أي شباب هؤلاء الذين تجاوزوا الخمسين من أعمارهم أو ربما ستين، لا أقول كلماتي هذه انتقاصًا من شأنهم أو من أهميتهم، لكنني أظن أنه لا بد للشباب من أن يأخذوا فرصتهم.
كفانا وصاية من قبل الكبار وكأننا أطفال صغار، أين المشاركة الحقيقة للشباب في مؤسساتنا الحكومية أو الأهلية، أي دور للشباب في اتخاذ القرار, لماذا نحن دائمًا وقودٌ للجميع يسعرون بنا الأحداث نضحي ليعيشوا, ونبذر ليحصدوا , نسهر لتقر أعينهم.
نحن الشباب أحوج ما نكون لأن يُسمع صوتنا, ونكون محل اتخاذ القرار, آن الآوان أن نأخذ دورنا الحقيقي في كل المواقع، نعم نريد أن نكون مؤثرين نريد أن نحقق أحلامنا, نريد أن ننتزع حقوقنا التي سلبناها من غير أن نعرف.
لست من دعاة الثورة على الأمم، ولست مسعر حرب ضد الكبار، لكن ما أقوله ناتج عن ضيقي من هذه الكذبة الكبيرة التي تدعى" المشاركة الشبابية" في جميع البرامج والأنشطة والمنتديات، فليكن لنا وقفة مع أنفسنا، لنستجمع قوانا ونجد أنفسنا ونحقق ذواتنا، فلنعم أنه لا يكون التغيير والإنجاز والإبداع والتميُّز إن لم نكن نحن معشر الشباب في مقدمة الركب وأصحاب الكلمة المؤثرة في مصير ومصير الشعوب. 


9 ديسمبر 2009


محمد سرميني

الجمعة، 16 يوليو 2010

التجربة اليابانية .. للشقيري مع التحية

من أروع البرامج التي عرضت في شهر رمضان الماضي  برنامج المبدع الشقيري "خواطر في اليابان " الذي تناول فيه التجربة الحياتية اليابانية ومحاكاتها للنظام الإسلامي بكل بتفاصيله ، وكيف أن اليابانين حق لهم أن يكونوا الأكثر رقيا وتقدما وحضارة ، عملوا بجد وإجتهاد ، أعملوا النظام في جميع أمور حياتهم ، أتقنوا فنون الدنيا فدنت لهم الدنيا ، فمن منا لا يقف وقفة إجلالا و إكبار عندما يذكر اسم اليابان أو منتج من ابداع وصناعة اليابان .
فلنعد للبلادنا قليلا بعيداُ عن الحلم الياباني الجميل ، ونلسط الضوء على واقعنا الذي بات لابد أن نقف معه وقفة جادة ، سواءاُ كنا شعوباُ أو حكومات .. في إحدى حلقات الشقيري تعرض عن نظافة اليابان بشكل عام في الشوراع والمرافق العامة أو الطرقات ، ولكن عندما نقوم بتسليط الضوء على على بلادنا العربية وبلد الشقيري تحديداُ , فستجد العجب العجاب ، وسوف آخذكم معي لإلقاء نظرة إلى أحدى نقاطنا الحدودية المختلفة  تجد أن النظافة عنوان بعيد عنه كل البعد ، أما ما إذا دخلت إلى دورات المياه فحدث ولا حرج ، فنجد أنها لا تعكس أي مظهر من مظاهر النظافة والطهارة التي أمرنا بها ديننا الحنيف .
أما فيما يتعلق بالنظام والنتظيم فأظن أننا بحاجة إلى وقت طويل ، فالمشاهد لحال مؤسساتنا الحكومية أو قطاعاتنا الرسمية ، يجد أن قوامها مبني على الفوضى و اللا نظام ، وكثيرا منا يكون الخاسر الحقيقي لهذه الفوضى الخلاقة ..
وهناك الكثير من الإسقاطات التي عرضها الشقيري في برنامجه المفيد ، تغيب عن عالم العربي والإسلامي ، ولكنني لم استعرض الموضوع من باب نفث غصبي من خلال الكلمات المتناثرة على أوراقي التي هي مستودع سري أنما هي من أجل تسليط الضوء على كيفية التخلص من هذه المشاكل والعقبات للنهوض بالأمتنا وجعلها في مصاف الأمم المتقدمة ، فأمتنا لا ينقصها  منهاج أو نظام قويم ، إنما يلزمها تطبيق عملي دقيق وحس بالمسئولية رفيع ، فالمسئولية لاتقع على الحكومات فحسب أوعلى الشعوب والأفراد منفردين إنما هي مسئولية مشتركة من الأطراف مجتمعة سواءاُ كانت حكومات ودول أو كانت مؤسسات وجمعيات أهلية ومدنية او حتى على مستوى الشخصي للفرد الواحد .
نشد على يد الشقيري على نقل هذه التجربة الرائدة ومحاكاته للواقعنا الموجود في أوطاننا ، ونؤكد أننا يد بيد نبي أوطاننا ، دون ان نستصغر فعل نقوم به او عمل نقدم لبناء حضارة عربية وإسلامية تحقق المجد والتبني الوطن .

محمد سرميني
25 فبراير 2010

ثقافة الإستهلاك



عندما نجلس في أحد المطاعم لنتناول وجبة غداء أو حتى في مقهى نحتسي فيه فنجان قهوة ، أو يدخل احد منا على على أحد المجمعات التجارية أو الأسواق المركزية كبرت أم صغرت ، نجد أن معظم منتجات تلك الأماكن المختلفة ليست محلية الصنع ، أنما هي مستوردة  من بقاع الدنيا المختلفة ، لا أجد بأس بأن الدنيا قد انزوت لنا وانطوى عنا بعدها ، فأصبح بإمكان أحدنا أن يحصل على أي منتج كان من أي بلد كان ضمن منظومة العولمة التي جعلت من العالم سوق صغير نسطيع من خلاله أن نحصل على احتياجاتنا في سهولة ويسر .
أننا في مجتمعاتنا العربية وصلنا إلى مرحلة متقدمة من ثقافة مبنية على الإستهلاك ، فنحن وبلا فخر شعوب مستهلكة من الدرجة الأولى ابتداءا ً بالإبرة الحياكة ومرور بحاجات الحياة الأساسية وانتهاءاً بالطائرات والمعدات الثقيلة ،حتى أننا كثير من المنتجات قادرين على انتاجها ، ولكننا على ما يبدو قد اعتدنا أن نستهلك فقط ولغاية الإستهلاك .
ومن يعيش في دول الخليج تتجلى له معاني الإستهلاك المختلفة ، فيها بيئة خصبة لإستهلاك بكل أشكاله وألوانه ، حتى أنني أظن أن للإستهلاك فنون ، ما تلبث أن تقطن في أحد الدول الخليج حتى تصبح صاحب ملكة خلاقة في الإستهلاك .
وعندما تنظر إلى الناتج القومي لدولنا لعربية تتجسد لك صورة الإستهلاك في أوضح صورها , فالمتابع لأوضاع الأسواق العربية و الصناعات المختلفة أو معدلات الإنتاجية . فلا شك أنه سوف يشعر بالإحباط والضيق فمعظم الأرقام والدراسات تؤكد انخفاض مستوى الإنتاج في المجالات المختلفة ، ولكن بكل تأكيد دون النفط فهو المنتج الأساسي الذي تعتمد عليه دولنا العربية والتي في غاليبيتها منتجٌ له مع اختلاف احجام ونوعية الإنتاج  .
لا يمكن لنا أن ننكر أن دولنا العربية منتجة و مصنعة في الكثير من المجالات ، ولكنها لا تمثل نقطة في بحر استهلاكياتها اللا محدود ، ومما يجعلنا نشعر بالأسى والضيق ، فغياب المنهجية الواضحة من مؤسساتنا الإقتصادية الحكومية منها والأهلية في رفع مستوى الإكتفاء الإقتصادي والعمل على الحد من هذا السلوك الإستهلاكي المرير ، الذي يجعل منا شعوبا مستضعفة تعيش تحت رحمة من يطعمها ويكسوها و يؤمن أساسيات حياتها .
مشهد أخير أردت أن أسلط عليه الضوء قبل أن أسدل ستارة كلماتي ، هو أنني وخلال زيارتي الأخيرة لتركيا بوابة الشرق والغرب كما اعتدت على تسميتها , توجهت لزيارة أحد الأسواق المركزية " سوبر ماركت " لشراء بعض الحاجيات البسيطة لفت انتباهي أن جميع منتجات هذا السوق منتجات تركية الصنع ، مما جعلني لاحقا أسلط انتباهي على جميع من حولي من منتجات سواء اً في الشارع أو في الفندق لآرى أن معظم تلك المنتجات منتجات محلية .
من يرى التجربة الإقتصادية التركية بعين المتابع والمهتم ليجد أن هناك سياسية اقتصادية واضحة للنهوض باقتصادهم إلى مصاف الدول المتقدمة والمنتجة ، ولتنأ بنفسها عن ثقافة لطالما غرقنا بها وتشربناها وتربينا عليها إلا وهي" ثقافة الإستهلاك" .
 محمد سرميني
1 ديسمبر 2009

أسطول الحرية ..نقطة تحول


مما لاشك فيه أن رواد أسطول الحرية على اختلاف جنسياتهم وأديانهم وعقائدهم يستحقون أن يكون أبطال كم ذكر رئيس الوزراء إسماعيل هنية ، فمن يخض عباب البحر وأهواله ويضحي بكل ثمين لمشاركةٍ حقيقة لكسر الحصار عن غزة وفي تحداً واضحاً لذلك المحتل المتغطرس رغم إطلاقه تهديدات بإيقاف الأسطول وأسرى من فيه .
ما حصل بالأمس في عرض البحر الذي يخالف كل الشرائع السماوية , والقوانين الدولية والحقوق الإنسانية جريمة ومجزرة يدنى لها الجبين .
أسطول الحرية وبوجهة نظري أنه نقطة تحول في القضية الفلسطينية , تلك القضية التي شغلت قلوب وعقول الملايين من الأمة العربية والإسلامية , لكنها بات تتراجع في أهميتها مع مرور الزمن وكأن الأيام جعلت العلاقة بيننا وبين قضية الأمة قضية فلسطين في تراجع مستمر.
نعم نقطة تحول فلم تعد القضية قضية الغزيين وحصارهم , ولم تعد قضية الفلسطينيين ودولتهم , بل أصحبت قضية العالم أجمع قضية الأمة بأكملها عرب كانوا أم أتراك أو حتى أوربيين , نقطة تحول أن عادت القضية إلى نصابها الطبيعي .
نقطة تحول في اهتماماتنا التي باتت تشغلها لقمة عيش أو ترف حياة أومتابعة مباراة , حيث عادت القضية في حياة معاشر الشباب إلى أولوية اهتماماتهم .
نقطة تحول حيث أضحت صفحات الإنترنت بمنتدياتها ومواقعها تتصدر أخبار أسطول الحرية , حتى أن صفحات الفيس بوك أصبحت تعج بأخبار الأسطول والقضية كسر الحصار أكثر من قصص الحب والغرام .
نقطة تحول في نبض الشارع الذي لم يعد يشغله سوا ارتفاع سهم أو انخفاضه , أو غلاء سلع أو توفرها , فأصبح الناس يشغلهم حتى في مكاتب أعمالهم حديث أسطول الحرية الذي هز العالم .
نقطة تحول في كسر حصار دام أكثر من 1000 يوم حصر فيه مليون و خمسمائة ألف مواطن شريف حر آبي و من خلال فتح معبر رفح .
نقطة تحول في تصدر أخبار الأسطول وعلى مدار 48 ساعة بشكل متواصل في شاشات التلفزة العربية والإسلامية .
نقطة تحول في توحد الأمة قاطبة على دعم المقاومة ومناصرتها بكل أشكالها , فالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والشعوب العربية والمنظمات الأهلية والشعبية قام بالدعوة إلى للجم الوحش الصهيوني الذي وقع في فخ غروه فتصرف بعنجهية جعلته الخاسر الوحيد في تلك المجزرة المشؤومة .
نقطة تحول من ضعف وهوان وذل واستسلام إلى عزة وشجاعة وكرامة ونصر بإذن الله .

محمد سرميني

6 فبراير 2010

ذكرى يوم مولدنا

لكل منا يوم مولد شهد وصوله إلى هذا العالم من خلال أول صرخة أطلقها , لتُبشّر عن وصول نسمة جديدة إلى تعداد هذا العالم , في كل عام، في نفس هذا اليوم يحتفل الأهل والأصحاب والأقارب والأحباب فرحاً بقدوم مولودهم الجديد , ففي هذا اليوم، في عامه الأول يتم الإعلان عن دخول عام جديد من حياته حيث تبدأ أولى خطواته على هذه الأرض بتشجيع من حوله , وما أن يمر العام الثاني حتى يُكرر الاحتفال بحفاوة أكبر حيث تبدأ كلماته الأولى تخرج من فيه , صحيح أنها متعثرة وربما متقطعة لكنّ الاحتفال يكون على شرف تلك الكلمات المبعثرة , تستمر الاحتفالات والمباركات عاماً بعد عام وما إن يصل إلى عامه السادس ويجلس على مقاعد الدراسة ، يكون الاحتفال مختلفاً حيث أنه في هذا العام اعتلى أول درجة من درجات العلم ويكون الاحتفال من أجل زيادة الدافعية لإقباله على العلم وحثه على الدراسة والعمل بجد واجتهاد، وأن يكون تحصيله العلمي في عامه الأول الأكثر تميزاً وبداية لمشوار متميز .
هكذا تمر الأيام والسنون وفي كل عام يكون الاحتفال في نفس ذاك اليوم , ربما تختلف ملامح المولود ونبرة صوته و شكل الهدايا التي يتلقاها في كل عام , تبدأ اهتماماته تزداد شيئا فشيئا , لم يعد الاحتفال بمولده ذاك هو اهتمام والديه فحسب إنما هو تعبير عن ذاته وخصوصيته واستقلاليته .
رغم أن الاحتفال بهذه المناسبة تعبير جميل عن الفرحة لدخول عام جديد يحمل في طياته الكثير من المفاجآت والأحداث والإنجازات , لكن يجب أن نسأل أنفسنا هل يحتفل الإنسان لانقضاء بعضه ؟ وهل يفرح الإنسان عندما يتلاشى جزء منه؟ , يقول الحسن البصري " يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك " ليست تلك دعوة إلى التشاؤم والتخاذل إنما هي دعوة إلى المراجعة والمحاسبة , أيامنا التي تنقضي دون أن تكون مليئة بالفرح والسرور والحب والعطاء والتقدم والإنجاز , إنما هي وقت ضائع لم يستفد منه .
أعمارنا إنما هي أمانة وهبت لنا لنحافظ عليها , نستفيد منها أفضل استفادة , فكم من أوقاتنا ضاعة دون جدوى أو نفع , كم من الأوقات نقضيها في خدمة أمتنا أو مجتمعنا أو أوطاننا أو حتى ذواتنا.
فلتكن احتفالاتنا بإنجازاتنا وإبداعتنا أهم من احتفالاتنا في مرور أيامنا ومضيها، وبذهاب أعمارنا واقترابنا من النهاية , فحياتنا تتوج بالإنجازات وتتألق بالمثابرة والنجاح .
فكل عام وأنتم بخيروكل عام وحياتكم ملئ بالعمل الجاد المثمر .

27 مايو 2010
محمد سرميني

موطن لا غربة فيه

مشهد استنطق قلمي الذي أعيته الكلمات , وخذلته العبارات , مشهد لايملك الإنسان صاحب القلب إلا أن تذرف دمعته معبرة عن شدة تأثره في هذا الموقف .
أثناء زيارتنا لإحدى المقابر لنواري جثمان أحد الأصحاب رحمه الله تعالى واسكن فسيح جناته , المقبرة ذلك المكان الذي تجتمع فيه الحقيقة الكبرى في هذا الكون الموت , ذلك الزائر الحتمي الذي لابد أن يطرق بابنا , ليذكرنا بعظمة خالق الكون الذي لا إله إلا هو هو صاحب البدء وهو صاحب النهاية وهو الباقي سبحانه وتعالى .
كان الموت قد طرق باب شاب مسلم من شرق آسيا , حيث أنه هاجر تارك أهله قاطعا آلاف الأميال طلب في الزرق وتحقيق عيش كريم وتحقيق حياة رغدة بعد بضع سنين , كان موعده مع الموت مفاجئ في بلد لايوجد معه إلا أخ له , كانت المقبرة تعج بالجنازات المتوالية وقد احتشد مع كل ميت أهله وأقاربه وعشيرته أوأهل بلده إلا صاحبنا ذاك ,حيث احتشد جميع من في المقبرة لمشاركته العزاء والوقوف معه في محنته , لم يكن يعلم أن كل من في المقبرة جاء لميت له أصبح هو من أهله وعشيرته , لم يدرك أن روابطنا بها أسمى وأقوى وأعظم هي رابطة الأخوة في الإسلام , تلك الرابطة الوثيقة التي لايمكن لها أن تنقض مهما حاول المتأمرون على قطعها أو فك عراها , هذا المشهد هو في زمن الألفية الثالثة أي فيما يزيد عن 1400 عاما عندما جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليبذر بذرة الأخوة التي ما زالت أغصانها عالية تشق عنان السماء .
دعوة نبوية خالدة جاءت لتكسر تلك الحواجز التي خلفتها الحياة المادية القاسية , التي صارت وجه لحياة مدنية بلا روح ، ما أروع ذاك المشهد وما أعظم هذا الدين , الذي جاء لترسيخ معنى المساواة بين الشعوب وتحقيق مبدأ التكافل وتحقيق مبدا الكفاءة الإجتماعية
جاء هذا الدين بمبادئه وقيمه ليرسخ أنه لا غربة في أرض رقعة فيه كلمة التوحيد , وأن بلاد الله جميعا هي مواطننا التي نحيا بها ، فلله در أخ العرب الذي أنشد في قصديه :
بلادُ العُربِ أوطاني*** منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ ***إلى مِصـرَ فتطوانِ
فأقول له :
بلاد الله أوطاني *** بكل الأرض تحنناي
فما أمست بنا غربة *** ولا أضحت بنا فاني
أخوة ديننا جمعت *** لأهل الأرض إيماني


محمد سرميني
14 ابريل 2010

المرأة كيف نفهمها ؟

سألني سائلٌ ذات مرة عن رأي في بنات حواء ، كيف آراهن وماذا يعّنين لي ؟؟؟ تفكرت كثيراً فيما سأقول حيث أن الحديث عن المرأة سهل ممتنع ، فكلنا يتعايش معهن في كل وقت وحين فهن الأم والأخت والزوجة والصديقة والزميلة وموظفة الدائرة الحكومية والممرضة والمعلمة و المديرة وحتى الوزيرة ، فمن ذا لايستطيع أن يخبر عنهن أو لايعرفهن .
لكنني وعلى غير العادة فلم استلى قلمي وأجعل بنات أفكاري تتناثر على الورق لإيجيب بمقال مهيب عن سؤال صاحبي ذاك , تفكرت مليا وأطلقت لتفكيري العنان حتى يسبح في ملكوت معاشر النساء ، فلم أكتفي على ذلك فحسب ، إنما بدأت أتصفح الكتب وأقرأ في أحوالهن وأمورهن وأسأل القريب والبعيد عن ما قيل في النساء ..
استغربت من سلوكي البحثي ذاك ولماذا كل هذا العناء فالموضوع لايتجاوز سؤال عابر من صديق لطيف في جلسة ودية جميلة ، بصراحة لعلني كنت خائف مما أقول فأكون مؤيد لآراء البعض ومخالف للآخرين ، لست ذاك الأديب الألمعي الذي ينتظر كلمته الألوف ولست ذاك الخبير بأحوال النساء وشؤونهن .
المرأة نصف المجتمع لا بل أقول أنها المجتمع كله , هي الأم مدرسة ، هي نبع الحنان المتدفق، هي بحر الحب الذي ترسي على شطأنه سفننا ، هي لحظة الصدق في حياتنا .
المرأة الضلع الرقيق الذي ينحي معنا حتى لاينكسر فيتقبلنا دون ألم أو ملل، تجد في المرأة قمة التناقض ، فهي خليط غير متجانس من المتناقضات تجمع بين الحب والكراهية في آن واحد , كتاب صعب أن تفهمه رغم بساطته وسهولته ، هي بحر في قمة الجمال في منظره ويحمل اللآلئ في أعماقه ، ومع ذلك يصعب الخوض فيه ، فدخوله يتحتاج إلى بحار ماهر قادر للتعامل مع أهواله ومصاعبه .
المرأة أمي التي هي رمز الحنان والعطاء المتجدد ، والحب الذي لايعرف مصلحة ،هي الحب الصادق العذب الذي لايوجد له نظير ..
المرأة هي الزوجة والمحبوبة التي تعطي لحياتنا رونق ، وهي الألوان لصورة الحياة القاتمة ، هي الواحة في صحراء أعمارنا البالية ، هي لمحة الجمال المتدفق الذي لاينبض ، فجمالها يتجسد في روحها أكثر من شكلها ، هي الزهرة في بساتين الحياة ، فمثلما تحتاج الورود الماء والهواء لتنمو وتتفتح تحتاج المرأة للحب لتبدو حقا وردة ،نعم .... تسقى المرأة حباً لأن النساء ورود ورياحين الحياة.
عند الحديث عن المرأه لا يمكن أن نتجنب كيفية التعامل معها ، هذه المعادلة الصعبة التي عجز الكثير من الكتاب وعلماء النفس والعلوم الانسانيه عن حلها ، ومعرفة لغزها رغم ان البعض قد يكون وصل لشئ من رموزها ... لكن ... لم يستطع أحد حلها وكلهم أعترفوا بذلك ، بالرغم أن حل هذه المعادله سهل تماما ، فحلها

هــو حب + حنان + وفاء + عطاء =(( حب بلا حدود، حب لم يعشه أحد بالوجود ))

لكن أصعب مافي هذه المعادله هو أن تكون نابعة من قلب صادق ، فالذي يحمي جميع ما سبق هو الصدق، وأن تبتعد عن الكذب أو مشاعر الزائفة .
أما عن المفردات معادلة المرأة تلك فتكون على النحو التالي :
الحب الصادق :
فاالمرأه دونه كالوردة دون ماء، تذبل وتصبح أقل جمالاً وبهاءاً , وتصبح كالنبع الرقراق الذي قد جف .
ولأن الحب برأيي ليس أجمل مافي الحياة ، بل الحب هو الذي يجعل للأشياء الجميلة روحا ومعنى وإحساساُ ونظرةً جديدة للحياة ويجعل للإنسان هدفا يسعى إلى تحقيقه.
أما الحنان :
فمن غير الحنان تعيش المرأه تائهه، لاتعرف الى من تلجأ لتواجه مصاعب الحياة، فرومانسية المرأه تجعلها أكثر إحتياجا للحنان، رغم أنها تعتبر مصدر الحنان .
لكن إذا لم تشعر أن الرجل يبادلها نفس المشاعر، لن تستطيع أن تعطي كل ما بداخلها لتسعده وتسعد من حولها.

أما الوفاء :
فالوفاء هو دافع المرأه للإبداع والتألق ، و يأتي في طياته الأمن الأمان ، فعندما تشعر المرأة بالوفاء والأمان تبدع في حياتها لإرضاء من حولها، وتكون وردة متفتحة وآية في الجمال .
أما العطاء:
ولا أقصد هنا العطاء المادي ، بل أقصد عطاء الأحاسيس والمشاعر، عطاء الروح للروح ، وهو أن تشعر المرأة بأن قلب محبوبها وعينه هو ملاذها الاول والاخير ونبع الأمل لها ، لأنها ستجد فيه كل ما تحتاجه من تشجيع وارضاء لغرورها وتشعر بالدفء بقربه .
تلك المعادلة من يفهمها سيجد أن المرأه فعلاُ وردة تشع عبيراً وأملاً وسعادة لكل من حولها ، حيث أن السعادة يجب أن تنبع من الداخل الى الخارج، تلك السعاده الحقيقية وليست الابتسامات الكاذبة التى نخبئ فيها جروحنا وهمومنا .

محمد سرميني 

الحدود وغوار الطوشة



لم تزل المشاهد الدارمية التي ابدعها الفنان السوري دريد لحام "غوار طوشة " تتراىء لي على أنها مشاهد سينمائية عادة ما تكون لإمتاع الثقافي الأدبي ، أو لمحاكاة واقع أما نقداً أو إطراءاً ، إلى إن كنت بالأمس القريب أجد نفسي أحد ابطال هذا العمل السينمائي البديع " الحدود" وذلك خلال رحلتي الأخيرة إلى الأراضي المقدسة ، لأداء سنة العمرة وزيارة الحرمين الشريفين والسلام على الحبيب المصطفى .
بدأت أحداث الفيلم الواقعي عندما وصلنا إلى الحدود الخليجية بعد التاسعة مساءا كان المشهد مهولاً ، لن أبالغ إن ذكرت أن هناك حشد غفير من الحافلات المتوجه إلى أطهر بقعة على وجه البسيطة وكذلك من مئات السيارات التي تجمعت جميعها عند هذا المنفذ الحدودي المكتظ ، واستمر مكوثي في هذا المنفذ سبعة ساعات متصلة ، ولم تتنتهي أحداث مغامرتي إلى هذا الحد فحسب أنما استمرت حيث أننا وفي مساحة حدودية أقل من خمسة كيلومترات مكثنا أكثر من اثنى عشر ساعة أخرى ، ليكون أجمالي الساعات التي استمرت فيها احداث مغامرتنا إلى اكثر من تسعة عشر ساعة متصلة ..
لم أدرك يوما انني سوف أمضي هذه الساعات الطوال في مسلسل من الأحداث المتعاقبة ابتداءاً من ساعات الإنتظار الطويلة في الشوارع والطرقات المنافذ الحدودية وكذلك أمام زجر رجال الأمن الذي لاأنكر جهودهم المتواصلة للتغلب على هذه الإزمة في ضبط وحزم , ربما في بعض الأحيان تناسوا مع ضعظ العمل أنهم يتعاملون مع أناس من بني اليشر أم أنهم لمكوثهم الشديد في الصحراء ، غلب عليهم تعامل الدواب والأبل وأصبح شأنهم مع غيرهم بنفس الطريقة في التعامل ..
مشاهد مختلفة تراءت لي في رحلتنا تلك تسألت فيها  كثيراً ، لماذا وضِعت هذه النقاط الحدودية المختلفة ؟ فإذا أردت أن تذهب من بلد إلى آخر من بلاد العثرب يكون لزاماُ أن تقضي ساعات طوال في نقاط حدودية مختلفة ، في حين أننا عندما نتنقل في أي من البلاد الأوربية ونحن ضيوف فيها ، نتنقل دون كلل ولا ملل في سهولها ووديانها دون حاجة ماسة  لأن ننزل ضيوف عبر معابرهم تلك ..
كعادتي وخلال ألاف الجموع التي كنت قابعة معي في هذه المنافذ الحدودية ، اتخذت أتصفح الوجوه  كبيرهم وصغيرهم نساؤهم ورجالهم  على مختلف بلدنهم حيث أن هذه الجموع جميعا يجمعها هدف واحد هي الذهاب إلى مكة الشريفة لأداء مناسك العمرة ، أدركت أن هذا الدين عظيم حيث جعل من أبناءه نٌساكاُ طائعين صابرين مثابرين للوصول إلى طاعة ربهم المعبود ، تسألت كثيرا لوأن هذا الجمع والذي وبدون مبالغة أنه بعشرة الآلاف كانوا تحت راية واحدة وكلمة واحدة ألن يكون لهم شأن عظيم وان الدنيا سوف تحسب لنا حساب قبل أي تصرف تجاه أمتنا .
ومع شدة الموقف الذي لا أحسد على مثله ، استجمعت قواي ولملمت بنات أفكاري وأخذت أتذكر من ماسمعت ودرست عن ادارة الوقت وكيفية الإستفادة منه ، وكذلك عن فن ادارة الأزمات وكيفية الخروج من المأزق أي كان ، ورغم ضيقي وحذقي تذكرت المقولة التي تقول " اصنع من الليمون الحامض شرابا حلو " ، أيقنت أنها فرصة للخلوة مع النفس ، وكذلك فرصة للقراءة والكتابة وأننا بحاجة ماسة لإستثمار أوقاتنا بطريقة ذكية ورائعة ..

محمد سرميني
25 فبراير 2010

الكوفي شوب والشباب



الكوفي شوب  ذلك المكان المستورد الذي جئنا به من الغرب ضمن معطيات الحضارة الغربية ، مكان يُقدم من خلاله القهوة بشكل أساسي حيث الإسم مشتق منها  كوفي شوب " محل القهوة " إن صح تسميته بذلك , ثم باتت بعد ذلك تقدم الكثير من المشروبات الساخنة والباردة وكذلك المأكولات الخفيفة لروادها .
هذا المكان الذي تجده في شوارع العواصم والمدن المختلفة في عالمنا الكبير ، مكان يمتز بالفخامة والتألق والرفاهية والأثاث الجميل , والديكور المتقن على أجمل طراز , كذلك توزيع الإضاءة الخافتة التي تضيف جو من الخصوصية ،  حتى العاملين به أصحاب الزي الموحد والذوق الرفيع تلك المنظمومة المتكاملة تدعى الكوفي شوب . 
الكوفي شوب مكان التجمع والتعارف والترفيه والعمل أحيانا واكتساب الأصدقاء ، يحتوي هذا المكان على جملة مفاهيم  مختلطة  تحت سقف واحد ،مكان يتررد عليه شبابنا العربي ، يعتبر ملتقى الأول للشباب في وطن العربي في أوقات فراغهم سواءا ً كانوا طلبة أم عاملين ، وخلال ترددي على الكوفي شوب أكثر من مرة ومن خلال تصفح الوجوه كعادتي ، نشأت لدي مجموعة من التساؤلات ، فأثرت أن تكون إجابتها من خلال رواد الكوفي شوب من الشباب .
اسحاق شاب يعمل مدير للتسويق بلغ من العمر أواخر العشرينات ، اعتاد التردد على الكوفي شوب بشكل شبه يومي ولمدة تصل في بعض الأحيان إلى ثمان ساعات متواصلة ، حيث أنه يجد فيه مكان مناسب للخروج عن المألوف وكسر الروتين الموجود في مكاتب العمل، كذلك روتين المنازل الرتيبة، كما أنه في بعض الأحيان يقوم بعقد لقاءات عمل وخصوصاً بعد الإنتهاء من أوقات العمل   ، كما أنه في الكثير من الأحيان ما يفضل الجلوس برفقة كتاب في الكوفي شوب وهو يحتسي فنجان قهوة ساخن يضفي له جوا خاص لا يجده في أي مكان آخر ، ولكن مع هذا كله فهو يعتبره المكان الذي يجتمع به مع أصحابه وأعزائه ويقضون أوقات ممتعة وهم يتبادلون أطراف الحديث ويستمعون لأخبار بعضهم البعض ، أما مايراه غير مناسب في الكوفي شوب فهو إضاعة الوقت والتي كان يقع به في بعض الأحيان ، وكما أنه يرى هناك بعض التصرفات الغربية التي تتنافى مع عاداتنا وقيم مجتمعنا ,حيث أن اسحاق يحد ان المكان الذي يمكن أن يكون بديلاً له هو المطاعم .
براء منشد اسلامي مبدع ويعمل في شركة عالمية  يتراد الكوفي شوب على فترات متباعدة و بشكل غير دوري ، يرى الكوفي شوب من وجهة نظر آخرى فهو يرى أنه مكان اجتماعي يحاول رواده أن يعوضوا نقص اجتماعيا ً يعانون منه ، حيث أن معظم الحضور يحاول أن يقوم بالتباهي حتى يظهر في مكانة اجتماعية مرموقة تختلف عما هو عليه ، كما يرى براء أنه مكان مميز  لإلتقاء بالآخرين ، حيث أنه يحتوي على شرائح مختلفة من المجتمع ، كما أنه يستفيد من خاصية الإنترنت المجانية التي توفرها معظم الكوفي شوب ، يختلف اعجابه  من كوفي الشوب إلى الآخر من حيث جمال الديكوات وهدوءه ونظافته فهو يفضله عن المقاهي الشعبية وذلك لرُقيه ونظافته ، كما أنه يرى أن البديل في بعض الأحيان هو المخيمات الشتوية التي تقام في الصحراء أو الشاليهات البحرية  صيفا .
حسام موظف في إحدى شركات الإتصالات يرى أن الكوفي شوب مكان تزتحم فيه السلبيات كإزحادم رواده في أوقات الذروة ، فلايجده مكان مناسب لأن يرتاده الشباب ويقضون معظم أوقاتهم فراغهم فيه ، حيث يعتبره مكان يجتمع فيه الشباب والفتيات ليستقطب أحدهم الآخر بعيداً  عن أعراف مجتمعاتنا وبعيداً عن قيمنا المورثة ديناُ وعرفاً ، كما أن كثرة الموسيقى الصاخبة تسلب من المكان رونقه وجماله الذي يضفه بهاء الديكورات البديعة ، كما أن ظاهرة التدخين التي تملأ المكان سحب متناثرة  ، تجعل من التدخين السلبي سمة أساسية للمكان .
كما أن حسام تمنى أن تصبح الكوفي شوب مكان لإجتماع للقراءة أو للحوار أو النقاش الذي يجعل للوقت ثمرة ومعنى ويضيف على المكان تألقا وإبداع فيصبح محضناً فكري مميزاً وهذا ما يفتقره كثيرا من كوفي شوب الموجودة لدينا .
أما ديما الطالبة الجامعية التي تُكسبُ الكوفي شوب سمة جديدة وهي أنه مكان يجتمع به الطلبة للدراسة والمذاكرة ، حيث أنها تقول أن معظم ساعاتها التي تقضيها في كوفي شوب تقضيها  في الدراسة , كما انها  ايضا تتبادل مع  زميلاتها أطراف الحديث حين ترداده معهن ، كما انها تجده مكان مناسب للقاء بخطيبها لإحتواء الكوفي الشوب أماكن ذات سمة الخصوصية ، كما انها تتفق مع آراء الآخرين من حيث استفادة من خدمة الإنترنت المجانية وكما أنها ترى أنه مكان مناسب لمشاهدة مباريات الرياضية , كما أنها تجد أنه بالإمكان استخدام الألعاب الإلكترونية حيث الترفيه والتسلية .
كما ان ديما تجد أن مواصفات الكوفي شوب الأكثر تميزا هو الهدوء الذي يضفي اليه جوا رومنسياً وشاعرياً، كما أكدت ديما ان هناك لأسف بعض المظاهر السلبية التي تصدر من رواده ، كما انها تجد أن أرتفاع اسعار منتجات الكوفي شوب يعتبر من السمات السلبية حيث أن بعض تلك الكوفي شوب أسعر باهضة .
كثيرة هي الإيجابيات والسلبيات التي عبر عنها الآراء فلو امتزجت لخرجنا بمكان غاية في الروعة يجمع بين الترفيه والتسلية والثقافة والتعارف في مكان يتسم بالرقي والإبداع هذا المكان يدعى " الكوفي شوب "


محمد سرميني