نشرة الغسيل اسم استوقفني كثيراً، لكن عندما تابعت تلك النشرة الخفيفة الظريفة، لم يستوقفني الاسم فحسب إنما حتى الموضوع والفكرة التي جاءت لتعبر عن إبداع ملفت من شباب ينبض تألقا ..
المتابع لتلك النشرة القصيرة في مدتها الزمنية، الكبيرة في مواضيعها التي تطرحها .. حيث تقدم مشاكل وهموم المواطن العربي بقالب كوميدي ساخر، يناقش قضايا ساخنة وهامة فكانت نشرة الغسيل حاضرة في قوة في (أسطول الحرية) وكانت (نهاية رجل شجاع) إحدى إبداعات تلك النشرة وكانت (الكرش وجاهة) آخر مادة قدمتها النشرة في قضية هامة عند بنو العرب وخصوصا الكرش الذي أصبح معلما هاما من معالم الشخصية العربية.
المثير للانتباه في نشرتنا أن من قاموا عليها إنما هم مجموعة من الشباب الهواة الذين وضحت الرؤية في عقلوهم وقلوبهم ليقدموا لشبابنا العربي قضاياهم بلغة يفهمونها وقريبة من عقلوهم ..
ما أود ذكره هو كيف نحاور عقول الشباب وكيف نعرف لغة خطابهم ..
فوسائل التواصل والخطاب اختلفت وتغيرت، فلم تعد وسائل الإعلام التقليدية قادرة على الوصول إلى الشباب ومحاكاة اهتماماتهم .
الشباب اليوم هم حديث كل متحدث حيث أنهم أمل المستقبل ونواة الحاضر ..
ومن الأكيد عندما نتحدث عن نشرة غسيل التي هي بتعاون مع مؤسسة شبابية طامحة " الجزيرة توك " التي جعلت شعارها "إعلام ينبض شباباً" لإيمانها أنه لا يمكن أن يستقيم الإعلام وتستقيم وسائله إلا بوجود الشباب الفاعل الطامح، ليكون لبنة أساسية في جسد الإعلام العربي ..
الجزيرة توك تلك تضم في كنفها ثلة من المتطوعين الشباب حيث الإبداع هي السمة المشتركة بين ذلك الفريق المتناغم حيث يعملون بروح الفريق رغم أنهم منتشرون في كافة بقاع المعمورة .. يجمعهم مكان واحد هو الجزيرة توك في ذلك الفضاء الافتراضي الرحب. إن الذي يجمع المبدعين على مر العصور هي الأفكار .
إن مجتمعاتنا العربية بحاجة ماسة لشباب أكثر حيوية ونشاط وأكثر فعالية وعطاء، ليس في مجال الإعلام والصحافة والإنترنت وحسب ، إنما في كافة المجالات المختلفة وتغّيب دورهم خسارة حقيقة للمجتمع وللشباب أنفسهم ، فالشباب قادر أن يثبت كفاءته إذا ما أتيحت له الفرص المناسبة، من وجهة نظري حان الوقت لذلك ..
30 يوليو 2010
محمد سرميني