السبت، 6 نوفمبر 2010

دعوة ربانية


المرء منا يكون في هذه الحياة هائم في مشاغلها ، ضائع في أهواءها ، متحالف مع الشيطان ضد نفسه ، يمشي على غير هدى ،  وكأن على قلبه غشاوة، ومع ذلك كله يشعر أنه على الحق ، وأنه في طريق لا يضل من يسلكه ..

فنفسه الأمّارةُ بالسوء كفيلة أن تجعل من الجبال سهول ومن الذنوب وسائل لغاية سامية ونهاية عظيمة .. وضمن هذا المسلسل من الغفلة والضياع والإنصياع لأهواء الدنيا الزائفة ، تتكرر الدعوات الربانية بمختلف أشكالها وصورها ..
 فالله سبحانه وتعالى تتجلى معاني الحب في تعامله مع عباده ، فسبحانه تعالى يدعو خلقه للتقرب منه والإبتعاد عن نواهي  ، وتأتي تلك الإشارات الربانية من حين إلى آخر لتذكر العبد بوجود رعاية الله ولطفه ، ولكنه مع تدافع النفس وغواية الشيطان التي اتخذها سبيل له من يوم أن خلق الخلق إلى يوم الدين ، فتكون استجابتنا إلى تلك التنبيهات ضعيفة لاتذكر، أو أنها مدعومة...

وكلما كانت منزلة العبد عند ربه أكبر كلما كانت الدعوة أكثر وضوح وفي بعض الأحيان أكثر إيلاماً ، حتى ننتبه لدعوة الله التي تعيدنا إلى جادة الحق والصواب ، وتصحح طريقنا الذي نسلكه ..

لدعوة الله سبحانه مواسم مختلفة يجدد فيه رغبته سبحانه على استقبال عباده التائبين الآيبين ، فنحن على أعتاب موسم من مواسم الله الذي يدعونا الله إلى قربه وإلى رضاه للفوز في عظيم ثوابه وفي الدنيا والآخرة .. فهي الأيام العشر الأوائل من ذو الحجة تطل علينا كالسراج لتنير دروبنا وتهدينا السبل وتكون منارة لنا في طريق ضللنا فيه الرشاد والتقى ..

وصدق رسول الله – صلى الله وعليه وسلم إذ قال "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء "
دعوة ربانية تصطفينا من براثن الغاوية البشرية ومن طوفان الفساد الجارف ومن مصائد الشيطان ومكائده ، والعاقل من يعود إلى ربه تائباً ، ومن يقبل دعوة ربه ، راغباً في قربه ، راجياً هداه ، ساعياً إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ..

محمد سرميني
6.11.2010

هناك 5 تعليقات:

  1. بورك قلمك أخي محمد ..
    وجزاك الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة التي يشعر المرء لدى قراءتها أنها نابعة من قلب محب فتجد طريقها معبداً إلى القلوب ..
    جعلنا الله وإياك ممن قال عنهم الرحمن "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً "
    ومبارك عليك وعلى المسلمين عشر ذي الحجة
    أبوعبدالرحمن

    ردحذف
  2. بوركت أخي أبا عبد الرحمن

    لكنا منا دعوة من الله واضحة جلية ولكن الفطين من اجابة دعوة الداعي سبحانه وتعالى

    اشكرك أخي ولا تنسانا من صالح دعائك ..

    ردحذف
  3. بارك الله لك أخي على هذه الكلمات الطيبة .. وجعله في ميزان حسناتك ونفع بك الأمة .. كل عام وأنتم بخير
    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    سحر شناتا

    ردحذف
  4. بارك الله فيك أختي سحر

    ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال

    ردحذف
  5. دعوة ربانية حقيقية
    ربنا يتفبل منا ومنك يامحمد صالح الأعمال وأن يهدينا الى صراطه المستقيم خصوصا في هذه الأيام الفضيلة
    كلمات تشرح قلوبنا والله يثبتك ويقوينا ويقويك على الحق آمين

    ردحذف