الجمعة، 15 أبريل 2011

الإعلام السوري ..دعوة للتفكر


الإعلام السوري ..دعوة للتفكر

المراقب لأحداث الثورة السورية والمترقب لأحوالها عن بعد ليس عساه إلا أن يجلس خلف جهاز الكمبيوتر ليتابع سيل من الفيديوهات والأخبار التي تتناقلها الصحفات والشبكات الإعلامية المعنية بتغطية الثورة .. أو أن تجلس خلف التلفاز ممسكاً بجهاز التحكم .. تقلب بين هنا وهناك لتسمع الرأي والرأي الآخر .. لتسمع ما يثير الاستغراب والدهشة أحياناً والألم والحسرة أحيانا أخرى .. فالمَشاهد التي تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة نقلاً عن صفحات الفيس بوك واليوتيوب من خلال تصوير شخصي قام به شاهد عيان هنا .. ومشاركاً في مظاهرة استطاع من خلال كاميرا هاتفه المتواضعة أن يكون مراسلاً لنقل الحقيقة إلى العالم الخارجي .. وبين الإعلام الرسمي الممثل بالتلفزيون السوري وكذلك القنوات الفضائية الموالية للنظام إن صح تسميتها بذلك .. لأنني أظن أن هذه الموالاة لن تطول عندما تهب رياح التغيير وتقلب الموازيين ..

مشهدين هما اللذان يسيطران على الساحة اليوم في سوريا ،إعلام رسمي يروج لوجود مندسين جاءوا من حيث جاءوا ( أرجو أن لايسألني أحد من أين جاءوا .. سأترك الجواب لخيال القارئ وثقافته الشخصية ) أو أنها أجندات خارجية .. أوأصابع خفية جاءت لتعبث بالأمن الداخلي لسوريا الحبيبة .. تارة تسمع عن أمير سعودي .. وتارة عن نائب لبناني .. وتارة أخرى عن الإمبرالية الصهيونية والأمريكية .. لابد من ذكر
الإخوانالمسلمين في مقام كهذا.. لا لشيء إنما حتى لايخرجوا عن سابقي عهدهم من أنظمة زالت أو أوشكت على الزوال التي  طالما تسارع بزج الإخوان المسلمين على أنهم هم المحرك الأساسي لثورة الشعوب ..

أخيراً .. وبعد جهد جهيد،وبعد شهر من سطوع شمس الحرية في بلادي .. يطل علينا التلفزيون السوري بطلته البهية .. رغم عدم مواكبته للتقنية الحديثة .. لكنه يتسم بالمصداقية حسب وصف نائب مجلس الشعب خالد عبود .. ( لكنني لا أدري إن كان أحد منهما يتسم بالمصداقية ) بأن القوات الأمن السورية الأشاوس استطاعت أن تلقي القبض على الثلاثة الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في سوريا .. شباب متوسطو التعليم ترى البساطة في وجوههم .. جاءوا ليلقوا باعترافاتهم أمام الأمة أنهم سخطوا على الوضع داخل بلادي .. وقرروا التغيير بالتعاون مع خلطة عجيبة زُجت فيها الأسماء زجاً من أجل إخراج تقرير عن هؤلاء العصبة المسكينة الذين وبصراحة لا أعلم من أين جاءوا بهم ولا ما هو مصيرهم .. ليخبر النظام السوري الممانع والمقاوم أن الدماء التي سفكها طيلة الشهر الماضي إنما هي ثمن للكشف عن مخطط لإضعاف الشعور القومي لدى المواطن السوري .. وليشغل الحكومة الرشيدة عن خط الممانعة والمقاومة التي عرف به طيلة السنوات السابقة ..

وماهي إلا ساعات قليلة حتى تبادر العزيزة فضائية الدنيا لعرض تقرير عن أهالي هؤلاء الشباب المأجورين المخربين على حد قولهم .. وكيف أن الأهالي براء مما فعل أبناءهم المغرر بهم ..في مشهد يجعل الدمع ينفر من أعيننا إذا كنا من ذوي القلوب الحساسة والدموع السخية


هي دعوة للتفكرللمشاهد الذي يشاهد ما يعرض هنا وهناك .. فأظنه بحاجة أن يُعمل عقله قليلاً ليكتشف وببساطة شديدة حقيقة ما يجري في سورية .. وهي دعوة للتفكر من قبل تلك القنوات والفضائيات إلى  أن ما يتم عرضه قد ولّى زمانه وذهبت أيامه وأن السينما والدارما الحديثة أصبحت أكثر واقعية واحترام لعقل المشاهد،الذي بسهولة بالغة يستطيع أن يفرق بين الحقيقة والتمثيل المتواضع الذي يقدمه الإعلام في بلدي ..هي دعوة للتفكر للجميع لعلّ بعد هذا التفكير أن تجد الحقيقة طريقها لقلوب قارئي هذه
 

الكلمات.


محمد سرميني
14. 4 . 2011

هناك تعليق واحد:

  1. لا يعدو الإعلام السوري الرسمي والتابع له وروياتهما عن الأحداث عن أن يكونا فلماً هندياً سمجاً، طبعاً في الأصل كل الأفلام الهندية سمجة من بدأ الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فما بالك أن يكون فلماً هندياُ من أنتاج وإخراج حزب البعث فتصور مدى قبح وسخافة ذلك الفلم الهندبعثي.

    ردحذف