قصة قصيرة " مفارقة "
استيقظت صباحاً تناولت حاسبي المحمول " اللاب توب " كعادة عامة الشباب في عالمنا ، فما أن يبدأ يومه في عالمه الحقيقي ، حتى يتوجه مباشرة للدخول إلى عالمه الإفتراضي ، فكما أبدأ يومي بتناول كوب النسكافيه كعادتي اليومية ، باشرت في الدخول إلى موقعي المفضل على الإنترنت facebook قمت بتسجيل عبارة على حائطي " أظن أن اليوم مختلف " ، لم أعرف ما الذي دفعني لكتابة هذه العبارة .
لقد أصبح ال facebook جزء من حياتي اليومية الذي يشمل كل مناحي حياتي المختلفة ، أطمئن عن أحوال أصحابي فمثلاً خالد يعاني من ضغط في دوامه فمديره يثقل عليه في المهام ، قصيدة جديدة أطلت علينا من سعاد بعنوان" زهرة من زمن مضى" ، تلقيت دعوة من يوسف للمشاركة في أمسية أدبية لمناقشة كتاب " الطابور السابع" لمؤلفه سمير الخازندار ..
كما أنني تفقدت من هو online " متواجدون " من أصدقائي رغم علمي أن هناك آخرون متواجدون ولكنهم " offline بالخارج " أتسأل ما دمت متواجد فلماذا تخفي نفسك ولكن استغرابي لم يدم طويلاً ، فأنا أفعل ذلك أحياناً ، عندما أريد أن أشعر بنوع من الخصوصية ، يبدو أن التكنولوجيا ووسائلها المختلفة تكاد تجهز على ما تبقى من الخصوصية في حياتنا .. فجأة ظهر لي شخص على الشات بادرني قائل : " مرحبا "
أهلاً .
حاولت التركيز على من يحادثني لابد أن هناك خطأ ما .. لا .. لا .. يبدو أن أحد أصدقائي يمازحني .. فساحة الفيس بوك ملئية بالمزاح والمقالب التي منها ما هو سمج وآخر خفيف ظل يرسم بسمة على محياك، بادر مرة أخرى كيف حالك ؟
جاوبته : بخير. كانت إجاباتي مقتضبة من هول الصدمة .
نعم أنه مارك زوكربيرج هو من يحادثني مؤسس facebook منذ عام 2004 ، ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاماً ، الذي إستطاع أن يكون خلال أعوام ستة أغنى شاب في العالم ،ذلك بفكرة .. نعم أنها الفكرة التي جعلت منه الأكثر ثراء على وجه المعمورة ..
هل لي أن أحادثك لبعض الوقت هكذا عاود محادثته معي .
نعم .. نعم .. أتشرف في ذلك .
لكن هل أنت واثق أنك تود الحديث معي .
رد سريعا ً : نعم لو سمحت .
بادرته بالسؤال هل أنت بالفعل مارك زوكربيرج .
مارك: نعم أنا هو .
مارك : أقوم بجولة عامة على المشتركين من كافة البلدان والمناطق ويبدو أنك عربي .فاسمك هو الأكثر شيوعاً لدى العرب .
نعم .. أنا كذلك , لكن اسمي الأكثر شيوعا لدى المسلمين عامة وليس عند العرب فقط .
مارك : يبدو أنك مستخدم مميز لدينا ، تشير الإحصاءت لدينا أنك تجالس facebook أكثر من 6 ساعات يومياً .
لكن كيف عرفت ؟؟ يبدو أنه ما يتناقل عن أن موقعك بات عديم الخصوصية وأنكم مطلعون على جميع المعلومات المتوافرة لمشتركيكم .
مارك : تستطيع أن تقول ذلك .
سيد مارك هل لي أن أسألك إذا سمحت .
مارك : تفضل .
هل هذا الموقع يخدم المصالح الإستخبارتية الأمريكية واليهودية فأنا أعلم أنك يهودي ؟؟ وهذا ما أسمعه كثيراً..
مارك : يا عزيزي كان هذا الموقع لأجل التواصل ليس إلا ولم أقصد منه غير ذلك ومن ثم أصبح مشروع إقتصادياً من الطراز الأول ، يهدف إلى تحقيق أكبر عائد ممكن ويمكن له أن يكون غير ذلك .
اهه .. وصل جوابك يا سيدي .
لماذا الشباب ؟؟ تسألت كثيراً ؟ لماذا فئتكم المستهدفة الشباب ؟
مارك : ببساطة لأني شاب .. أفهم ما يرغبون أن يعبروا عنه ، أسعى للتركيز على إهتماتهم ، أعمل على توفير ما يبحثون عنه ، ربما أصدقائهم ، عائلتهم ، هواياتهم ، أنا أوجد فيهم أنفسهم .. إلا تجد ذلك في نفسك .
بلى .. لاشك أن موقعك يلقى إقبالاً شديداً خصوصاً لدى الشباب ، لكن ألا تخشى أن يفقد بريقه بعد فترة من الزمن ، خصوصا أننا نحن الشباب نبحث عن شيء متجدد .
مارك : صديقي إن للشباب طبيعة خاصة ، فَهُم لديهم حاجة ورغبة اجتماعية ، هذا ما يجده لدينا ، شيء جميل أن تشارك أصدقائك إهتماماتك ونشاطاتك وصورك ..أنه يشعرك بذاتك .. هذا الشعور لايمكن أن يتلاشى هو حاجة انسانية .
صحيح .. ولكن هل يكون تلبية الحاجات الإنسانية والإجتماعية فقط من خلال موقعك أو من خلال هذا العالم الإفتراضي .. الذي يتستر فيه مشتركوه وراء أرقام وهمية ، ألا تجد أنه يفقدنا متعة التواصل الحقيقة ويزيل عنا متعتها ، صدقني يا عزيزي لا شي يوازي أن تعيش مع من حولك في واقع حقيقي ملموس .
أن التكنولوجيا رغم أهميتها في حياتنا ، لكنها جافة خالية من المشاعر والأحاسيس ، لاتنقل واقع أنما ربما تسهل أمر فقط .
لم أتلقى من مارك رداً .. سيطر الصمت على الموقف بادرته مر أخر قائلاً :
أود أن أسألك سيد مارك .. كم تقضي من الوقت على الفيس بوك يوميا؟؟
مارك : امممم .. ما يعدل دقائقي تلك التي قضيتها في المحدثتك معك .
-انتهى –
4.12.2010
محمد سرميني
جميل جدا
ردحذفأعجبتني القصة
أعجبتني القصة
ردحذفقصة جميلة
ردحذفصحيح أن النت هو مجرد عالم افتراضي و أن علاقاته وهمية
لكن لا ننكر أنه يساعدنا على الفضفضة و قول أشياء لا يمكن أن نقولها في الواقع , كما أنه يساعدنا على ابراز مواهب كبتها المجتمع و قتلها.
شكرا لك على اطراءك ..
ردحذفصدقت فيما قلت عن النت لكنه ليس واقع نحن لا نحتاج لستار لكي ندافع عن حاجاتنا أو مواهبنا
لا مانع أن يكون وسيلة من الوسائل فحسب
نحنا بسورية منعد كتير ع النت لأنو النت عنا بطيئ اما عندو بكون طيارة مشان هيك ما بيعد غير دقائق
ردحذفتحيتي