خواطر من بيروت
بيروت عروس الشرق ، عاصمة الثقافة والجمال والفنون ، قِبلة عشاق السحر والجمال ، لمسة سحرية ، روح مختلفة ، شوارعها تروي قصص وحكايات ، ما إن مررت بها حتى أشعرتني بلمسة فنية بديعة دَمجت بين الحب والجمال .
لا أظن أن أحداً خطى أعتابها فلم يعشقها ، تشعر معها بلذة الحب من النظرة الأولى ، اهلها حسنو المعشر ، لطيفو المبسم ، عذبو الحديث ، يؤهلون بك ويسلمون عليك ، كأنك في بيتك وبين أهلك وخلانك .
صديقهم حبيب وغريبهم قريب ، يرحبون بك بإبتسامة ويودعونك بابتسامة ، يعشقون الحديث عن المحرمات الثلاث ، يألفون ويؤلفون .
بيروت كانت ومازالت محضن الأديان والمِلل و مجمع الطوائف والنحلِ ، السائر فيها يشعر بنبض الحياة وجمالها ، جميلة في جبلها الذي يحكي قصة بيروتية فريدة ، فيها مسجد محمد الأمين شامخ المآذن ذو هيبة يخبرك أن بيروت اسلامية منذ أن وطأ الصحابة رضوان الله عليهم بأقدامهم ثراها ، فيها كنيسة مريم العذراء شامخة تٌتوج جبل اللبنان ، منظر بديع رسم بلمسة خالق عظيم حيث يلتقى الساحل الساحر مع جبال وكأنك سائر في عالم من الأحلام .
بيروت صامدة باقية أبية رغم ما فعلته يد السياسة فيها ، إلا أنها أبت إلا أن تكون نقية بهية ..
ما أن تسير على كورنيشها ويعبق بك نسيم البحر الذي يحملك إلى عوالم من السحر لاتوصف ، تناظر صياداً قد ترك الزمان أثره في كل قسمة من قسمات محياه ، يترقب بصبر بالغ سمكة قد تكون من نصيبه ، يخاطب البحر يشكوا له أحزانه وأحواله , يجالسه ، يسامره في تمام الساعة السابعة صباحاً يخبره بنشرة الأخبار الصباحية ، ليطمأنه على عروسته التي تلقي سواحلها تجاه .
ما أن تمشي قليلاً حتى ترى قوس النصر الإلهي الذي يخبرنا أنه رمز رباني بأن هذه الأرض مهما تعرضت للظلم لابد لها أن تنتصر ، هي صخرة الورشة التي باتت شامة بارزة في جبين بيروت .
صديقاي ربيع وسامر شابان بيروتييان رائعان ، إن مررت بيروت ولم القاهما , لا أجد لها طعما , ألمس فيهما نبض الشاب البيروتي الذي تتفجر منه ينابيع الطاقة والحيوية والعطاء ، فما أن ألتقيتهما حتى تتعالى ضحكاتنا في شوراع ومقاهي بيروت الممتدة ،فإن لحديثهما حلاوة ولكلماتهما طلاوة ، لصاحبي فكر متقد ورؤية نافذة ، كيف لا وهما ابنا بيروت البارين، أرى في عينيهما مستقبل أكثر بريقا وعطاءأ ، فلا يمكن أن أذكر بيروت في كلماتي دون ذكر لإسميهما , فهما بالنسبة لي بيروت وبيروت بالنسبة لي ربيع وسامر .
علاقة عشق نشأت بيني وبينها أحببتها كما يحب العاشقين. لها في قلبي مكانة .إنها بيروت عروس المتوسط ولؤلؤته الساحرة .