الاثنين، 13 ديسمبر 2010

خواطر من بيروت


خواطر من بيروت

بيروت عروس الشرق ، عاصمة الثقافة  والجمال والفنون ، قِبلة عشاق السحر والجمال ، لمسة سحرية ، روح مختلفة ، شوارعها  تروي قصص وحكايات ،  ما إن مررت بها حتى أشعرتني بلمسة فنية بديعة دَمجت بين الحب والجمال .

لا أظن أن أحداً خطى أعتابها فلم  يعشقها ، تشعر معها بلذة الحب من النظرة الأولى ، اهلها حسنو المعشر ، لطيفو المبسم ، عذبو الحديث ، يؤهلون بك ويسلمون عليك ، كأنك في بيتك وبين أهلك وخلانك .

صديقهم حبيب  وغريبهم قريب ، يرحبون بك بإبتسامة ويودعونك بابتسامة ، يعشقون الحديث عن المحرمات الثلاث  ، يألفون ويؤلفون .

بيروت كانت ومازالت محضن الأديان والمِلل و مجمع الطوائف والنحلِ ، السائر فيها يشعر بنبض الحياة وجمالها ، جميلة في جبلها الذي يحكي قصة بيروتية فريدة ، فيها مسجد محمد الأمين شامخ المآذن ذو هيبة يخبرك أن بيروت اسلامية منذ أن وطأ الصحابة رضوان الله عليهم بأقدامهم ثراها ، فيها كنيسة مريم العذراء شامخة تٌتوج جبل اللبنان ، منظر بديع رسم بلمسة خالق عظيم حيث يلتقى الساحل الساحر مع جبال وكأنك سائر في عالم من الأحلام .

بيروت صامدة باقية أبية رغم ما فعلته يد السياسة فيها ، إلا أنها أبت إلا أن تكون نقية بهية ..

ما أن تسير على كورنيشها  ويعبق بك نسيم البحر الذي يحملك إلى  عوالم من السحر لاتوصف ، تناظر صياداً قد ترك الزمان أثره في كل قسمة من قسمات محياه  ، يترقب بصبر بالغ سمكة قد  تكون من نصيبه ، يخاطب البحر يشكوا له أحزانه وأحواله , يجالسه ، يسامره في تمام الساعة السابعة صباحاً يخبره بنشرة الأخبار الصباحية ، ليطمأنه على عروسته التي تلقي سواحلها تجاه .

ما أن تمشي قليلاً حتى ترى قوس النصر الإلهي الذي يخبرنا أنه رمز رباني بأن  هذه الأرض مهما تعرضت للظلم لابد لها أن تنتصر ، هي  صخرة الورشة التي باتت شامة بارزة في جبين بيروت .

 صديقاي ربيع وسامر شابان بيروتييان رائعان ،  إن مررت بيروت ولم القاهما , لا أجد لها طعما , ألمس فيهما نبض الشاب البيروتي الذي تتفجر منه ينابيع الطاقة والحيوية والعطاء ،  فما أن ألتقيتهما حتى تتعالى ضحكاتنا في شوراع ومقاهي بيروت الممتدة ،فإن لحديثهما حلاوة ولكلماتهما طلاوة ، لصاحبي فكر متقد ورؤية نافذة ، كيف لا وهما ابنا بيروت البارين، أرى في عينيهما مستقبل أكثر بريقا وعطاءأ ، فلا يمكن أن أذكر بيروت في كلماتي دون ذكر لإسميهما ,  فهما بالنسبة لي بيروت وبيروت بالنسبة لي ربيع وسامر  .

علاقة عشق نشأت بيني وبينها أحببتها كما يحب العاشقين. لها في قلبي مكانة .إنها بيروت عروس المتوسط ولؤلؤته الساحرة .

السبت، 11 ديسمبر 2010

مفارقة


قصة قصيرة " مفارقة "

استيقظت صباحاً تناولت حاسبي المحمول " اللاب توب " كعادة عامة الشباب في عالمنا ، فما أن يبدأ يومه في عالمه الحقيقي ، حتى يتوجه مباشرة للدخول إلى عالمه الإفتراضي ، فكما أبدأ يومي بتناول كوب النسكافيه كعادتي اليومية ، باشرت في الدخول إلى موقعي المفضل على الإنترنت facebook  قمت بتسجيل عبارة على حائطي " أظن أن اليوم مختلف " ، لم أعرف ما الذي دفعني لكتابة هذه العبارة .

لقد أصبح ال facebook   جزء من حياتي اليومية الذي يشمل كل مناحي حياتي المختلفة ، أطمئن عن أحوال أصحابي  فمثلاً خالد يعاني من ضغط في دوامه فمديره يثقل عليه في المهام ، قصيدة جديدة أطلت علينا من سعاد بعنوان" زهرة من زمن مضى" ، تلقيت دعوة من يوسف للمشاركة في أمسية أدبية لمناقشة كتاب " الطابور السابع" لمؤلفه سمير الخازندار ..
كما أنني تفقدت من هو online  " متواجدون " من أصدقائي رغم علمي أن هناك آخرون متواجدون ولكنهم "  offline بالخارج " أتسأل ما دمت متواجد فلماذا تخفي نفسك ولكن استغرابي لم يدم طويلاً ، فأنا أفعل ذلك أحياناً ، عندما أريد أن أشعر بنوع من الخصوصية ، يبدو أن التكنولوجيا ووسائلها المختلفة تكاد تجهز على ما تبقى من الخصوصية في حياتنا .. فجأة ظهر لي شخص على الشات بادرني قائل : " مرحبا "

أهلاً .

حاولت التركيز على من يحادثني لابد أن هناك خطأ ما .. لا .. لا .. يبدو أن أحد أصدقائي يمازحني .. فساحة الفيس بوك ملئية بالمزاح والمقالب التي منها ما هو سمج وآخر خفيف ظل يرسم بسمة على محياك، بادر مرة أخرى كيف حالك ؟
جاوبته : بخير. كانت إجاباتي مقتضبة من هول الصدمة .

نعم أنه مارك زوكربيرج هو من يحادثني مؤسس facebook  منذ  عام 2004 ، ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاماً ، الذي إستطاع  أن يكون خلال أعوام ستة أغنى شاب في العالم ،ذلك بفكرة .. نعم أنها الفكرة التي جعلت منه الأكثر ثراء على وجه المعمورة ..

هل لي أن أحادثك لبعض الوقت هكذا عاود محادثته معي .
نعم .. نعم .. أتشرف في ذلك .
لكن هل أنت واثق أنك تود الحديث معي .
رد سريعا ً : نعم لو سمحت .
بادرته بالسؤال هل أنت بالفعل مارك زوكربيرج .
مارك: نعم أنا هو .
مارك : أقوم بجولة عامة على المشتركين من كافة البلدان والمناطق ويبدو أنك عربي .فاسمك هو الأكثر شيوعاً لدى العرب .
نعم .. أنا كذلك , لكن اسمي الأكثر شيوعا لدى المسلمين عامة وليس عند العرب فقط .
مارك :  يبدو أنك مستخدم مميز لدينا ، تشير الإحصاءت لدينا أنك تجالس    facebook أكثر من 6 ساعات يومياً .
لكن كيف عرفت ؟؟ يبدو أنه ما يتناقل عن أن موقعك بات عديم الخصوصية وأنكم مطلعون على جميع المعلومات المتوافرة لمشتركيكم .
مارك : تستطيع أن تقول ذلك .
سيد مارك هل لي أن أسألك إذا سمحت .
مارك : تفضل .
هل هذا الموقع يخدم المصالح الإستخبارتية الأمريكية واليهودية فأنا أعلم أنك يهودي ؟؟ وهذا ما أسمعه كثيراً..
مارك : يا عزيزي كان هذا الموقع لأجل التواصل ليس إلا  ولم أقصد منه غير ذلك ومن ثم أصبح مشروع إقتصادياً من الطراز الأول ، يهدف إلى تحقيق أكبر عائد ممكن ويمكن له أن يكون غير ذلك .
اهه .. وصل جوابك يا سيدي .
لماذا الشباب ؟؟ تسألت كثيراً ؟ لماذا فئتكم المستهدفة الشباب ؟
مارك : ببساطة لأني شاب .. أفهم ما يرغبون أن يعبروا عنه ، أسعى للتركيز على إهتماتهم ، أعمل على توفير ما يبحثون عنه ، ربما أصدقائهم ، عائلتهم ، هواياتهم ، أنا أوجد فيهم أنفسهم .. إلا  تجد ذلك في نفسك .
بلى .. لاشك أن موقعك يلقى إقبالاً شديداً خصوصاً لدى الشباب ، لكن ألا تخشى أن يفقد بريقه بعد فترة من الزمن ، خصوصا أننا نحن الشباب نبحث عن شيء متجدد .
مارك : صديقي إن للشباب طبيعة خاصة ، فَهُم لديهم حاجة ورغبة اجتماعية ، هذا ما يجده لدينا ، شيء جميل أن تشارك أصدقائك إهتماماتك ونشاطاتك وصورك ..أنه يشعرك بذاتك .. هذا الشعور لايمكن أن يتلاشى هو حاجة انسانية .
صحيح .. ولكن هل يكون تلبية الحاجات الإنسانية والإجتماعية فقط من خلال موقعك أو من خلال هذا العالم الإفتراضي .. الذي يتستر فيه مشتركوه وراء أرقام وهمية ، ألا تجد أنه يفقدنا متعة التواصل الحقيقة ويزيل عنا متعتها ، صدقني يا عزيزي لا شي يوازي أن تعيش مع من حولك في واقع حقيقي ملموس .
أن التكنولوجيا رغم أهميتها في حياتنا ، لكنها جافة خالية من المشاعر والأحاسيس ، لاتنقل واقع أنما ربما تسهل أمر فقط .
لم أتلقى من مارك رداً .. سيطر الصمت على الموقف بادرته مر أخر قائلاً :
أود أن أسألك سيد مارك .. كم تقضي من الوقت على الفيس بوك يوميا؟؟
مارك : امممم .. ما يعدل دقائقي تلك التي قضيتها في المحدثتك معك .
-انتهى –
4.12.2010
محمد سرميني


الاثنين، 6 ديسمبر 2010

ويكيليكس يكشف حقيقة سوبرمان






خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالأمس الأول مستنكرة ما قام به موقع الفضائح السياسية الشهير " ويكيليكس" حيث أنه قام بنشر أسرار مخابراتية خطيرة أدت إلى زعزت الأوضاع السياسية في العالم بأسره ، لكنها شددت أنها لن تتهاون ، وسوف يكون موقف الإدارة الأمريكية حاسماً ومزلزلاً إذا ما قام الموقع بكشف حقيقة سوبرمان .

سوبرمان شخصية خارقة ، جاء من مكان ما ، استقر في الولايات المتحدة الأمريكية ، يدافع عن المظلوم ، يسعى للسلام ، يبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق العدالة ، يضحي من أجل حماية الآخرين ، يمتاز بقدرات خاصة لا يمتلكها إلا هو ..

 سوبرمان الرجل الأسطورة الذي لا يكاد شخص في العالم إلا شاهده في مسلسل تلفزيوني أو فيلم كرتوني أو على شاشات السينما ، هو حلم الطفولة لمعظم أطفال العالم..

اليوم وبعد هذه الصورة المثالية التي اتسم بها سوبرمان لعقود من الزمن جاء ويكيليكس ليكشف الستار عن حقيقة سوبرمان الرجل الأسطوري الخارق للعادة الذي ارتبط اسمه باِسم موطنه الأرضي أمريكا .. اللذان أصبحا متلازمان فما إن يُذكر سوبرمان حتى تذكر أمريكا والعكس صحيح .

سوبرمان لم يكن خارق للعادة، أنما هو مزحة امريكية سخيفة سخّرت فيها وسائل الإعلام لترسيخ صورة مثالية عن الولايات المتحدة الأمريكية .. لم  يكن سوبرمان يحب السلام ، وأمريكا مشارك أساسي وربما مسبب لكل حروب العالم منذ قرن من الزمان ، لم يكن يبذل قصارى جهده للتضحية بكل شيء مقابل أن يحمي طفل صغير أو امرأة عجوز ، كيف ذلك وأبناء جلدته يقومون بقتل الأهالي في أفغانستان والعراق لمجرد التسلية فحسب " كما ذكر موقع ويكيليكس "،سوبرمان لم يكن محب للخير ، أنما كان شخص يبحث عن مصلحته فقط ، كما هو حال معظم سكان بلده الذي يبني علاقاته مع العالم كله على أساس المصلحة .

كما أكد جوليان اسانج مؤسس موقع – ويكيليكس أن هناك الكثير الكثير مما خفي عن الرجل الخارق سوبرمان ، لكنه ذكر أنه يفضل الاحتفاظ بما تبقى من الوثائق إلى حين آخر ..

سوبرمان أكذوبة من جملة الأكاذيب التي جاءت بها أمريكا للعالم بأسره ، التي جندت كل وسائلها لتضليل الناس وجعلهم يمشون على نهجها  ونجحت في ذلك بجدارة ، ربما إذا ما تابعنا ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن .. لن نحتاج إلى ويكيليكس لكشف حقائق ما يجري من حولنا ..لكن إذا ما دققت النظر ..

سوبرمان حلم زائف بات سراب كما هي موطنه على الأرض 




محمد سرميني
4.12.2010

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

عندما نبحث عن الإنجاز



عندما نبحث عن الإنجاز

ليلة الأمس كانت ليلة مميزة،  تعالت فيها الأصوات فرحاً، بسمة رسمت على شفاه الآلاف في شوارع الكويت، فرحاً بفوزهم الأخير وتأهلهم لنهائي كأس الخليج مع الشقيقة السعودية. شاهدت ذلك في أعينهم وهم يتراقصون فرحاً في شوارع الكويت المختلفة، خصوصاً في شارع الخليج، الذي بات هو الشارع الذي يلجأ إليه أبناء الكويت، عندما يريدون أن يعبروا عن فرحتهم وسعادتهم لإنجاز ما، بعيداً عن شكل الفرحة وطريقتها، أكانت صحيحة أم لا. فقد بات واضحاً أن هناك تعطش جارف للشعور بطعم الإنجاز، الذي بات عملة نادرة في بلاد العرب .

الفرحة الكويتية بفوز الكرة الكويتية جاء بعدما عانت طيلة الفترة السابقة من توعك وصلت أصداؤه إلى أروقة الفيفا في زيورخ. استطاع نجوم الأزرق في عدن أن يثبتوا أنهم على خطى جيل ذهبي فريد  صناعوا ملامح الكرة الكويتية في القرن الماضي .


على بعد أميال كانت الفرحة العربية الكبرى حيث الدوحة في قطر التي امتلأت ساحاتها بجموع المحتفلين  بقرار الفيفا باستضافة قطر لكأس العالم في عام 2022 ، فالدموع الذي سقطت سخية من عيون الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني ، أثر استناعه بالفوز بلده في تلك الإستضافة ، الذي استطاع أن يحقق الإنجاز الأهم في المسيرة الرياضية القطرية وربما أيضا الاقتصادية والسياسية.
قطر أدركت تماماً أن الإنجاز هو الدافع الحقيقي لمسيرة التنمية والنهضة ليس على المستوى الحكومي فقط إنما على المستوى الشعبي أيضاً .

إن أكثر ما أثار انتباهي للملف القطري لاستضافة كأس العالم في عام 2022 ليس المبالغ الضخمة التي ستصرف على البنية التحتية في قطر ولا الملاعب المكيفة التي جاءت لتتغلب على الظروف الجوية في الخليج، إنما الروح الشبابية التي تميز بها هذا الملف، خصوصا أن الملف بإدارة الشيخ محمد، ذلك الشاب اليافع، وكذلك مديره التنفيذي  حسن الذوادي الذي ترى في عينيه طموح لا حدود له وفريق شاب ، يدرك تمام أن الطريق بحاجة ماسة لتظافر جهودهم .


استطاعت الكويت وقطر أن تدركا أن الإنجاز الذي نبحث عن مفاتيحه في سواعد الشباب، الذي ما إن أتيحت له الفرصة حتى خطى وبخطى ثابتة نحو الإنجاز في مجالاته المختلفة.

نبارك للكويت إنجازها الذي آمل أن يتوج بكأس الخليج يوم الأحد القادم. نبارك لقطر مسيرة الإنجازات التي نلمسها يوم بعد يوم .
آملين أن تصيب عدوى الإنجاز باقي دولنا العربية وشعوبهم .. فكل منا يبحث عن الإنجاز.

محمد سرميني
3.10.2010

الأحد، 21 نوفمبر 2010

هل ما زال إسلامنا صالح لكل زمان ومكان ؟؟


هل ما زال إسلامنا صالح لكل زمان ومكان ؟؟




لا أعلم إذا ما كان سؤالي خطأ أم صواب .. لكنني أتمنى أن أوضح ما أرنو إليه في طي كلماتي التي أضعها بين يديكم .

الإسلام دين الله القويم الذي جاء به نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم – منذ 1399 عاماً مضوا ، أنزل الله تعاليمه على النبي المختار ، أمره أن يدعو الناس كافة إلى دينه الحنيف.. حيث أن رسالته كانت خاتمة الرسلات السماوية التي جاء به الحق سبحانه على أيدي رسله الكرام ،فكان الإسلام ديننا الله في الأرض إلى قيام الساعة ، لم يكن غايته أهل مكة فحسب إنما جاء للعالم أجمع .. تلك هي خصائص ديننا العظيم أنه جاء إلى العالم كافة وأنه أيضاً جاء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

هذا أن رب العزة سبحانه قد تعهد بحفظ القرآن الكريم الذي هو دستور المسلمين ومنهجهم القويم حيث قال سبحانه "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" صدق الله العظيم ، فالقارئ لكتاب الله العظيم والمتدبر لمعانيه يدرك تماماً ، أنه ما من آية من آيات الذكر الحكيم إلا ولها اسقاطاتها على واقعنا اليوم ، جاء القرآن في لغة بليغة تحمل في طياتها معاني وقيم هي أكثر ما نحتاجها في عالمنا اليوم .

ما دفعني لحشد هذه الكلمات والعمل على أن تكون هي ترجمان ما أفكر فيه ، هو  أن اسلامنا جاء لكل زمان ومكان .. فأين تقع مواطن الخلل إذا ؟؟ فربما ما أن وضعنا أيدينا على مواطن الخطأ تلك.. حتى نكون توصلنا لإجابةٍ أقرب للدقة والصحة ..
فمما لاشك فيه أن المتابع لحال لإسلام والمسلمين يجد أننا في حالة يرثى لها ، فمن سيادة الدنيا إلى الذل والهوان ، ومن الهيبة والكرامة والعنفوان إلى تهمة بات الكيّس من أبرئ ذمته منها ، يقول البعض أن ما آل إليه الإسلام إلا من سوء ما جنته أيدي المسلمين ..

أن كمال ديننا القويم وتعاليمه السامية الرفيعة جاءت لتخاطب الألباب والعقول جاءت لأصحاب القلوب اليقظة ، هذا كله مراده في" الفهم" فإذا ما كان الفهم الصحيح لديننا المتوافق مع أي زمان ومكان ، كان نتاجه تطبيق سليم وواع ، مدرك لمتغيرات الحياة وتعقيداتها، متماشاً مع ظروف المكان مهم كانت صعبة أو شائكة ..
نعم إنه الفهم الذي ما إن استقام لدينا حتى صلح حالنا .. وعاد للدين قوامه ، وعادت للمسلمين عزتهم .
ولله در المتنبي إذ قال :
محمد سرميني
21.11.2010

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

المؤتمر العالمي السنوي للمسلمين الألف وأربعمائة وإثنان وعشرون

المؤتمر العالمي السنوي للمسلمين الألف وأربعمائة وإثنان وعشرون



المكان :جبل عرفات - مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية.
الزمان: 9 من ذي الحجة.
الفئة المستهدفة: كافة المسلمين  من عرب ومن عجم من كافة الأعراق والألوان.
الراعي الرسمي: الله سبحانه وتعالى.
الحضور : مليونان او يزيد.
الشروط المطلوب توافرها بالمشاركين:
1. الإسلام.
2. العقل.
3. البلوغ .
4. الحرية .
5. الاستطاعة. 
6. أمن الطريق. 
7. المحرم للمرأة. 
محاور المؤتمر:
1.  العمل على تكفير الذنوب والآثام  لكافة الحضور . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".متفق علي 
2. طلبُ للمكافأة العظمى وهي الجنة . قال صلى الله عليه وسلم:" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه. 
3. العمل على عتق أكبر عدد من المشاركين من النار . فقد صح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفه، وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء " رواه مسلم. 
4. إقامة الذكر الله والتقرب إليه بالهديّ والذبائح ،قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل الحج العج *والثج*"رواه الترمذي .
* العج : كثرة الذكر . *الثج : دبح الهدي .
مؤتمر المسلمين السنوي هو الحج الذي ينادي الله سبحانه عبيده من أجل يأتوه من كل فج عميق ، دعوة ربانية لا يعرف مذاقها إلا من عاشها لحظة بلحظة ، مشهد روحاني ساحر ، لم يكتب لي الله أن أكون ضمن من كُتبت لهم الدعوة الربانية ، هآنذا وأشواق الرغبة تأسرني  رغبة في مشاركة أخواني الحجيج في مؤتمره السنوي ذلك .
 يقضي الحجاج عدة أيام في رحاب الله ، ينتقل فيها ضيوف الرحمن في رحاب الأراضي المقدسة ، فهم في أرجاء المسجد الحرام يطوفون في خشوعٍ وجلالٍ تحُفهم رحمة إلهية تغسل القلوب من أثامها ، تضفي راحة وسكون على نفوس المؤمنين ، ما أن ترى عين الحاج بيت الله الحرام حتى تذرف خشوع ووجلاً ، لن تسطيع  أن تشعر في نشوة تسري في جسدك  تعيد للروح حياتها وتجدد للقلب نبضه.
هاهم جموع الحجيج ينتقلون إلى منى محرمين ، شعث غُبر ، جموع تتوجه في طاعة ورغبة صادقة لمرضاة الله سواءاً مبيتاً في منى أو وقوفاً في عرفة ، لم يجمعهم سواى أنهم جاؤوا لله طائعين خاشعين" لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ".
وما أن ينقضي يوم عرفة حتى ينفض ذلك المؤتمر العالمي السنوي الذي مازال مستمر من ألف وأربعمائة وإثنان وعشرون عام مضوا ، ليثبت المسلمون للعالم أجمع أننا قادرون على أن نجتمع في يوم واحد وفي صعيد واحد  يجمعنا هدف واحد وتحت راية واحدة.. في مؤتمرهم السنوي العام.
فالحمدلله على نعمة الإسلام وأن جعلنا مسلمين ...

محمد سرميني 
15.11.2010

الأحد، 14 نوفمبر 2010

تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك

كل عام وأنتم بألف خير 
وأعاده الله علينا باليمن والبركات 
ونحن لله أقرب .. 

وجعل أيامكم أعياد ومسرات 

الذوق .. سلوك الروح


إلى الذين استجابت جوارحهم إلى إلهامات الروح وهواتف القلب، فانطلقت تعبر عن دقة الأحاسيس وسمو المشاعر، بما يضفي على حركة الحياة لمسات من الذوق الرفيع المكنون في فطرته ويترجم عن كنه الإنسان وعقيدته .هكذا استهل الداعية عباس السيسي رحمه الله كتابه الذوق سلوك الروح ، تكلم عن معنى سلوكي غاية في الرقي والرفعة ، فالذوق سمة مميزة لشخص يتسم بالرقة والسمو والأحاسس المرهف ، الذوق مفتاح الروح ، رسالة محبة لقلوب الآخرين ، لمسةٌ سحرية تنبع من قلب أدرك أنه أن أردت أن تحيا سليم من الآذى ترعى الناس ويرعونك فلابد أن يكون الذوق عنوانك .
الذوقُ كلمةٌ جميلة مُوْحِيَةٌ تَحْمِلُ في طياتها معاني اللطفِ، وحُسْنِ المعشر، وكمالِ التهذيبِ، وحسنِ التصرفِ، وتجنبِ ما يمنع من الإحراج وجرح الإحساسات بلفظ، أو إشارة أو نحو ذلك.
ولأن دعائم ديينا الحنيف مبنيةٌ على الأخلاق وسموها ، فكان من ركائزها الأساسية هي حسن الخلق فكما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأكمل مكارم الأخلاق " صدق رسول الله .. فكان الذوق هو ذورة سنام الأخلاق ..
ولما ابتعد الناس عن تعاليم دينهم ، وأغفلوا منهجهم الإسلامي القويم ، كان لذلك الأثر البالغ على سلوكهم  وعلى ذوقهم الذي هو آلة الحس التي يجب أن تكون يقظةً متوهجة ..
كثيراً من المواقف اليومية التي تمر علينا نعيشها ونقطف ثمراها لاحقاً ، يكون للذوق أثر فيه سلباً أم أيجاباً ، وللأسف الشديد كأن الذوق بات عملة نادرة .. يصعب الحصول عليها في زمن تداعت عليه الأوهام والأمراض الإجتماعية في شتى مناحي الحياة .
تسألت كثيراً هل الذوق سلوك مكتسب أو أنه نزعة فطرية غرسها الله في نفوس أصحابها ، جعل منها نعمة ربانية اصطفى بها أولياءه الصالحين ، فالقول والله أعلم أنها سلوك اجتماعي مكتسب تؤثر فيه عوامل مختلفة ، فالبيئة التي نشأ فيها وترعع في رُباها أثر بالغ ، كذلك التربية سواءاً كانت في البيت أو المدرسة أو حتى في العمل .. تعكس أثر واضح في تنمية الذوق في نفوسنا ..
وكذلك الإلتزام بالهدي الإسلامي الحنيف وتعاليم رسولنا الكريم  صلى الله عليه وسلم أثر بالغ في معالجة سلوك الذوق ، فالله سبحانه وتعالى تطرأ لها بشكل مباشر من خلال ذكره آيات الإستئذان إذا قال الله في محكم آياتها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"
معالجة ربانية لسلوك الذوق في أرقى مستوياته من خلال ذكر الإستئذان وآدابه من خلال أن الذوق هو الضابط الذي ينظم علاقاتنا الإنسانية بروح راقية وأدب رفيع .
حتى في جميع العبادات المختلفة كالصلاة فنحن مأمورين أن نأخذ زينتنا عن الذهاب للمسجد ضمن تصرف ذوقي رفيع المستوى بعكس تقافية ذوقية في ديننا الحنيف .
ختاماً فقد أعجبني قول الإمام السيوطي في الذوق حيث قال "اعلم بأن الذوق السليم نتيجة الذكاء المفرط والذكاء المفرط نتيجةالعقل الزائد والعقل الزائد سر أسكنه الله في أحب الخلق إليه وأحب الخلق إليه الأنبياء وخلاصة الأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".

محمد سرميني
14.11.2010



السبت، 13 نوفمبر 2010

عزيزتي فرنسا .. شكراً



لاشك أن فرنسا وعاصمتها باريس من أكثر بلاد الأرض جمالاً وبهاءاً ، أنها لحن عذب يعزف على قيثارة الحياة ، فشعبها مشبع بالرومانسية الحالمة ، أرضها تنطق جمالاً وسحراً ، فهي عروس أوروبا وقبلة السياح من المعمورة كافة ،محضن الثقافة والأدب ، منارة الفنون ، مبعث البهجة في القلوب .. نعم تلك هي فرنسا .

فيها برج ايفل تحفة فنية يخبرنا عن شموخاً وعزة لشعبٍ ناضل من أجل الحرية ، ومن يتجول في جنبات الشانزليزيه يدرك أنها أجمل جادات الكون ، ما إن تمر من عبر قوس النصر حتى تسمع أصوات الطبول تعزف فرحاً بعودة جيوش نابليون منتصراً ،جموع ترقص فرحاً بفتوحاته .

 نعم إنها فرنسا لوحة فنية أبدعتها ريشة التاريخ لتخرج لنا درة الزمان .. ملاذ العلمانية الآمين وحصن الحريات العتيد .
المتابع لأحوالها منذ أشهر يشاهد أنها تمر بأزمة داخلية هزت أركان الدولة وأشعلت ثورة شعباً لم تشهد البلاد مثلها منذ القرن السادس عشر ، ذلك من أجل قانون التقاعد الجديد الذي أقره ساركوزي قبل أيام  وبذلك أصبح قيد التنفيذ رغم الثورة العارمة التي اجتاحت البلاد .

لسنا بصدد أن نصوب القرار أو نعرف جدواه الإقتصادية على البلاد ، إنما نتعلم منه درساً لطالما  نسيناه في عالمنا الثالث ، لست أدري من أسمانا العالم الثالث لعله كان محقاً أو أنه كان مخطئأ فربما نحن أبعد بكثير ..

الحكومة الفرنسية لم تتوانا أن تقوم بكافة الإجراءت الدستورية ، حيث أنه تم عرض القانون على مجلس النواب في 15  سبتمبر أيلول  الماضي وتمت الموافقة عليه ، ومن ثم بعد ذلك لجأت الحكومة إلى إجراء خاص لعرض مشروع القانون على مجلس الشيوخ بسرعة حيث أقره المجلس ، انتهى الأمر بمصادقة ساركوزي  .. خلاصة القول إن ما جرى سار في قنواته الدستورية القانونية التي تخدم مصلحة البلاد من وجهة نظر الحكومة الفرنسية .. فماذا لو كان الحال في إحدى دول العالم الثالث أن صحّت تسمية بذلك ؟

فردّة فعل الشارع الفرنسي الغاضبة رفضاً لهذا المشروع الذي يعتبر تعدياً واضحاً على حقوق المواطن الفرنسي كما يراه الشارع الفرنسي .. فقد تحركت كافة القوى النقابية والعمالية التي رفضت وبشكل قاطع أن تقوم الحكومة بهذا الإجراء التقشفي الذي يمس حياة المواطن الذي أفنى عمره في خدمة مجتمعه وبلده ، كل هذه الأفعال ورغم شدتها للحفاظ على حقوقهم وخوفاً أن تكون بداية لسلسلة من الإنتهاكات الأخرى .. على حد قولهم .. فماذا لو كان الحال في إحدى دول العالم الثالث ؟

عزيزتي فرنسا .. شكراً لك حكومةً وشعباً فلقد علمتينا درساً " أو على أقل تقدير علمتني أنا شخصياً درساً" في احترام القانون وسيادته التي لايمكن أن تنتهك في أي حال من الأحوال ، وكذلك درساً في الوقفة الصامدة للمواطن الذي ثار وناضل لأخر رمق من أجل حقوقه ، متخذاً كل الأساليب من أجل الدفاع عن حقوقه المسلوبة .


محمد سرميني
12.11.2010



السبت، 6 نوفمبر 2010

دعوة ربانية


المرء منا يكون في هذه الحياة هائم في مشاغلها ، ضائع في أهواءها ، متحالف مع الشيطان ضد نفسه ، يمشي على غير هدى ،  وكأن على قلبه غشاوة، ومع ذلك كله يشعر أنه على الحق ، وأنه في طريق لا يضل من يسلكه ..

فنفسه الأمّارةُ بالسوء كفيلة أن تجعل من الجبال سهول ومن الذنوب وسائل لغاية سامية ونهاية عظيمة .. وضمن هذا المسلسل من الغفلة والضياع والإنصياع لأهواء الدنيا الزائفة ، تتكرر الدعوات الربانية بمختلف أشكالها وصورها ..
 فالله سبحانه وتعالى تتجلى معاني الحب في تعامله مع عباده ، فسبحانه تعالى يدعو خلقه للتقرب منه والإبتعاد عن نواهي  ، وتأتي تلك الإشارات الربانية من حين إلى آخر لتذكر العبد بوجود رعاية الله ولطفه ، ولكنه مع تدافع النفس وغواية الشيطان التي اتخذها سبيل له من يوم أن خلق الخلق إلى يوم الدين ، فتكون استجابتنا إلى تلك التنبيهات ضعيفة لاتذكر، أو أنها مدعومة...

وكلما كانت منزلة العبد عند ربه أكبر كلما كانت الدعوة أكثر وضوح وفي بعض الأحيان أكثر إيلاماً ، حتى ننتبه لدعوة الله التي تعيدنا إلى جادة الحق والصواب ، وتصحح طريقنا الذي نسلكه ..

لدعوة الله سبحانه مواسم مختلفة يجدد فيه رغبته سبحانه على استقبال عباده التائبين الآيبين ، فنحن على أعتاب موسم من مواسم الله الذي يدعونا الله إلى قربه وإلى رضاه للفوز في عظيم ثوابه وفي الدنيا والآخرة .. فهي الأيام العشر الأوائل من ذو الحجة تطل علينا كالسراج لتنير دروبنا وتهدينا السبل وتكون منارة لنا في طريق ضللنا فيه الرشاد والتقى ..

وصدق رسول الله – صلى الله وعليه وسلم إذ قال "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء "
دعوة ربانية تصطفينا من براثن الغاوية البشرية ومن طوفان الفساد الجارف ومن مصائد الشيطان ومكائده ، والعاقل من يعود إلى ربه تائباً ، ومن يقبل دعوة ربه ، راغباً في قربه ، راجياً هداه ، ساعياً إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ..

محمد سرميني
6.11.2010

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

ماذا أقول يا أبي ..



حتى الثقافة يا أبي حكر عليهم ..
فرضوا الوصاية يا أبي ..
 في القلب آه..
ماذا أقول يا أبي ..
 أن الحياة مريرة ..
أم انها عذب المذاق ..
للظلم حرقة يا أبي ..
والحال طال ..
يخشون قول الحق ..
هذا محال ..
إني أقول وفي فمي حر المقال ..
من كان يرجو ربه نال المنال ..
صَدَقَت رواية قلبي ..
 والقلب مال ..
أوّ كنت تظن يوم يا أبي ..
 أني أطال ..
ربيتني ..
علمتني .
وزرعت شامة عزك في يمني ..
 اخبرتني دوما بأن الفجر قادم يا أبي ..
 أخبرتني بأن رب العرش يرعانا ..
ومدبر أمر العباد ..
 قل يا أبي أين مكان الحر في دار المقام ..
ماذا أقول يا أبي والدم فار ..
لله درك يا أبي ...
 هاقد رحلت وتركتني في دار الزوال ...
هلا رجعت وزرتني ...
فالشوق طال ..
لكنني والله يشهد أنني على العهد باق ....


محمد سرميني
1-11-2010

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

حلو الكلام



هذا هو اسم البرنامج القصير الذي يقدمه شيخ الفنانين السوريين رفيق السبيعي ، برنامج يعرض لدقائق معدودة يسلط الضوء في كل حلقة على مشكلة أو خلل في المجتمع السوري ، كلامه موزون ، ويده يضعها على الجرح ، تسمع من نبرة صوته صدق كلماته وإخلاصا في مشاعره ، فكلامه يشابه برنامجه في حلاوته ، لكن ما الفائدة من الكلام الحلو وتسليط الضوء على واقع مر أليم ، فلو جلسنا نتحدث سنين على الفساد وأثره على الشعوب ربما نبقى أيام وسنين ولكن الفساد على حاله أو ربما أكثر ضراوة وشدة ، ولذلك أقول لك يا سيدي حلو الكلام ولكن أين التطبيق ومتى سوف يكون هذا الكلام الحلو المعسول إلى واقع ملموس أسئلة تستحق الإجابة ...
*****
موقف ميكرو مقطع كرتوني ساخر يحمل في طياته رسائل نقدية تحاكي الحياة اليومية للمواطن السوري البسيط ، تسلط الضوء على هموم الشارع العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص ، لاشك أن الفكرة وأصحابها يستحقون منا كل تقدير واحترام ، ولاشك أيضا أنه منتج إعلامي بديع ينم يا إبداع متدفق ،ذلك من خلال فريق العمل القائم على موقف الميكور هذا ، لكن المشكلة مازالت حتى لو عجت شاشاتنا بالعديد من هذه البرامج ورغم محاولاتهم الجادة لإيصال أصواتهم وأصوات الملايين من شعبنا الذي بات مغلوب على أمره .. ولكن دون جدوى تذكر ..
أن الإعلام هو السلطة الأكثر تأثير في مجتمعاتنا في حال تعاونت معه السلطات الأخرى وكانت داعماً و موجهاً ومسانداً له .فكيف لإعلام ووسائله المختلفة اشتد تأثيرها أو قل ، أن يحرك مجتمع أو مجتمعات دون هذه المعادلة الحقيقة لتكامل السلطات وتآزرها ، صحيح أنني أدرك حق الإدراك أن الإعلام صاحب نفوذ كبير له القدرة على أن يصل كل بيت ، لكنه تأثيره أقرب ما يكون لحظي ، لأنني عندما نتابع مسلسلاً أو نشاهد برنامجاً حتى لو كانت رسالته واضحة وهدفه سام ، لكن سرعان ما يتلاشى مع مرور الوقت .. 

الاثنين، 23 أغسطس 2010

نحن نقرأ الكاتب قبل الكلمات



إذا كنت من هواة القراءة فلا بد أن لك نخبة من الكُتاب الذين يستهويك ما ينطق به قلمهم ، فلكل كاتب مذاق نستشعره من كلماته المعبرة عن فكره الذي هو بطاقة التعريف عما ما يدور في خاطره .
أما إذا كنت من عامة القراء الذين يعتبروا الجريدة هي نبعهم المَعين الذي ينهلون منه و يجمعون شتاتهم الفكري والثقافي من صفحاتها  ، تتجه أنظارك نحو نجوم الصحافة أو كُاتبها الذين لمع نجمهم ربما لثقافتهم الواسعة أو لأفكارهم الهادفة أو لحدة لسانهم أو أسلوبهم الساخر أو لسلعتهم التافه التي باتت مطلب جماهيري كبير .
اذا ما كنت من النخبة القارئة أو من العامة التي تسعى أن تكون مثقفة من خلال قراءة المانشيتات التي تعج بها صحفنا ، فإن ما يلفت انتباهك أولا هو اسم الكاتب صاحب الباع الطويل والخبرة التي شهد الزمن لها ،  أما هؤلاء المغمورين ربما لا بواكي لهم في عالم القرطاس والقلم رغم جذوة أفكارهم و جزالة كلماتهم وعبارتهم و أسلوبهم التعبيري الفريد ..
مما لاشك فيه أن الكاتب المخضرم في بعض الأحيان الأقدر على إيصال أفكاره واستقطاب الجماهير وإيصال رسائله ايجابية كانت أم سلبية ، لكن أيضا هناك الكثير ممن جعلوا  الكلمات منهج تعبير ، وكانت كلماتهم محرك لأصحاب العقول والألباب فهم عين المجتم الفاحصة المتمعنة التي تسلط الأضواء على المشكلات وتسعى لحلها
عالمنا مليء بالمتناقضات فكثيرا من الأحيان يبرز الأقل قدرة و كفاءة ، لا يقتصر ذلك في ساحة الكتابة والأدب وحسب .. ربما في كثير من شؤون حياتنا ، فكم من كاتب مجهول لا اسم  له ولا هوية بين قوائم الأدباء أو أصحاب القلم  كلماته تأسر للفؤاد ، تصيب كبد الحقيقة وتضع يداها على المشكلة وتطرح الحلول ، وتطرح الفكرة وتناقش تلك ..
أما تلك النجوم التي جعلت من الأضواء ستارة تختفي تحت أضواءها ، فتجد بعضها فارغة المضمون ، ركيرة الأسلوب ، ضعيفة البيان ، حتى الأضواء لا تخفي بساطته ..
فالدعوة موصلة أن نقرأ الكلمات قبل الكاتب ، ليتسنى لنا أن نُقيم الفكرة ، ونحكم على الكاتب من خلال كلماته وعبارات ، فالعبرة ليست بمن يكتب ولكن بما يكتب وعن ماذا ؟؟ ، فكلماتنا رسائلنا التي في عقولنا وقلوبنا ما إن خرجت منا  حتى تنتقل ملكيتها إلى كل من يقرأها .

محمد سرميني
23 أغسطس 2010

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

المشكلة في النهاية وليست في البداية ..


نعم تلك الحقيقة التي نلمسها بأيدينا ونراها بأم أعيننا في شهر الخير والبركة شهر الطاعة والعبادة شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران ، فالله جل ثناؤه وتعاظمت أسماؤه ، كان له بالغ الحكمة وعظيمها عندما جعل العتق من النار في آخر الشهر وليس في أوله مع التأكيد على  فضل أوله وأوسطه لأن أيامه كلها بركة متواصلة مستمدة من رحمة  إلهية قديرة.
بداية الشهر الكريم مشاهد المساجد في جُل أوقاتها حيثما أتيتها، مكتظة بعباد مؤمنة خاشعة تٌقبل على الله بقلوب خاشعة ونفوس مطمئنة وبهمة كالجبال ورغبة صادقة أن ينالوا مغفرة الله ورحمته الواسعة .
ضبط النفس في أعلى مراتبه وحفظ اللسان في كماله وغض البصرهو تاج الصائمين ، فشهر تصفد به الشيطان حري به أن تكون نفحاته الربانية كفيلة لإقبال على الله بقلب خاشع ونفس تواقة .. وما أن تمضي الأيام الخمسة ويتسلل الروتين إلى نفس الصائم و تأخذ العادة  محلها بدل من المثابرة ، وتبدأ النفس بتململ بعد مرور أيام على ضبطها وتحجيمها ..
قيل سابقاً " أن العبرة في الخواتيم " وأن النجاح هو تمام الأمر إلى نهايته ، فلا يمكن أن تحسب نتيجة مباراة قبل إطلاق صفارة النهاية ، الفائز من حافظ على تقدمه حتى لحظة النهاية . وعاملا الضبط في الاستمرارية هما الصبر والمجالدة ، فمن منا لا يعرف الصبر أو سمع عنه أو عاش لحظات في كنفه ، فنبينا الكريم أخبرنا " أنما النصر صبر ساعة " صدق رسول الله ، والنصر في هذا الشهر العظيم أن تحافظ وتستمر على التقرب إلى رب العزة طوال الشهر الكريم من خلال المحافظة على الصلوات في وقتها وتوثيق الصلة بكتاب الله العظيم .
إما فيما يتعلق في المجالدة فتكون مبنيةً على أن تخالف نفسك في اغوأتها ، أن تثابر على أن تكون سرعتك في التسابق إلى  الطاعات هي تلك التي بدأت فيها اللحظات الأولى للشهر الفضيل .. مما لاشك فيها أن نفوسنا آمرة بالسوء ، نحن وإياها في صراع محتدم ، تارة ننتصر عليها وتارة أخرى يكون النصر حليفها ، والتقي من خالف نفسه هواها وقوّم اعوجاها وأصلح أمورها وهداها إلى الصراط المستقيم ..
أن نفوسنا التي تُركت تخوض وتلعب طوال الأيام السنة دون رقيب أو عتيد ، من الصعب أن تحجزها شهراً كاملاً دون تدرج مقبول للنفس ومتماشياً مع طبيعتها ، ولذلك ترى البعض مع تلك الشحنة الإيمانية العالية قد شمر ثيابه وشد عليه مأزره ،  وعَلّت همته إلى عنان السماء وأخذ يثقل على نفسه في أصناف الطاعة و ووسائل التقرب إلى الله عز جلاله .
فما أن تمر الأيام حتى تبدأ النفس بتفلّتِ من خلال ترك صلاة في جماعة أو ابتعاد عن تلاوة للقرآن بحجة انشغال في عمل ..وما أن يأتي آخر الشهر وكأن شيء لم يكن ، شهر مر مثله مثل الشهور ، ضاع ثوابه العظيم الذي وضعه الله سبحانه للخواص من عباده في عتق رقابهم من نار جهنم .
حثنا رسولنا - صل الله عليه وسلم - أن نوغل بديننا برفق ، فكيف لمن كان يعيش في غفلة أن يتقرب إلى الله بكثير عبادات  يثقلها في السنن والنوافل ويحمل نفسه فوق طاقتها، فصدق رسول الله - صل الله عليه وسلم - عندما قال" قليل دائما خير من كثير منقطعاً " فالقيام بطاعة قليلة دائمة يستطيع أن يكملها شهراً كاملاً ، خير من أعمال كثيرة تنسي بعضها بعض وتثقل على الناس همتهم ، لم تكن الطاعة والعبادة والتقرب إلا الله في شهر رمضان فحسب أنما جاء رمضان ليكون محطة هامة من أيام السنة يراجع المؤمن فيه علاقته مع رب العالمين وبشحذ الهمة لعام ممتلئ عبادة وطاعة
رمضان شهر الله ومن أجل الله وبركة من الله ، جاء به لعباده المؤمنين حتى يمن عليه برحماته وبركاته ويفتح أبواب الجنة ليدخلها كل من خاف الله وعمل على رضه .
اللهم أنا نسألك في أوله رحمة وفي أوسطه مغفرة ونسألك العتق من النار في آخره ، وأن تجعل أيامنا كلها في طاعتك .




محمد سرميني 
11 أغسطس 2010
1 رمضان 1431