أيها النظام الجاثم على صدورنا .. طيلة العقود الأربعة الماضية من الظلم والطغيان .. جعلت من المواطن السوري لايشعر بوطنيته التي سلبته اياها , جعلت سوريا بيئة طاردة لعقول مفكرة أضحت مهاجرة في شتى بقاع الأرض ينهل من إبداعاتها كل بنو الأرض .. وسوريا محرومة منها .. زرعوا في قلوبنا وعقولنا الفرقة والخلاف ... على مبدأ "فًرِّق تٌسُد" .. فهذا شامي .. والآخر من حمص وهذا من درعا والآخر من دير الزور .. هذا مسيحي والآخر علوي وذا سني .. فرقونا بكل الوسائل والسبل من أجل أن يضمنوا لهم البقاء في دولة ظلت تحت قبضتهم عقود مضت .. على أساس المناطقية أو الطائفية .. لكنهم لم يدركوا أن الحقيقة ليست كذلك أبداً ..
أن تنزل إلى شوارع دمشق الفيحاء أو حلب الشهباء أو حمص الأبية أو اللاذقية عروس البحر الأبيض المتوسط تكتشف أن محاولاتهم باءت بالفشل .. لأننا شعب واحد وروح واحدة .. نشأنا سوياً .. وتعايشنا معاً .. نفرح لأفراحهم ونتشارك بأحزانهم ..
إن الشعب السوري عاش أعواما مضت فاقداً للرأي والرأي الآخر .. لمعنى الحوار المبني على "أن رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب" .. وليس من يخالفني هو خائن عميل .. الشعب السوري بات مكبلا بقيد نفسي يلجم لسانه وعقله .. زرعو في أنفسنا مخبر يراقب تحركاتنا وتصرفاتنا ..
إن الثورة الشعبية التي تجري في كافة المدن السورية والمحافظات مع إختلاف شدتها من مكان إلى آخر .. لم تكن إلا ثورة سوريةُ يشترك فيها الجميع من كل بقعة ومن كل ديانة وملة .
أنا سوري .. وافتخر بذلك .. أنا سوري شاء النظام أم أبى ..ليس من باب العصبية أوالعنصرية .. أنا سوري سني وأخي سوري درزي وأخي سوري علوي وأخي سوري مسيحي يداً بيد .. وجنباُ لجنب نعمل لهدف واحد .. حرية وكرامة ..ووطن أفضل ومستقبل جميل .. واجبنا أن نقدم له أروحنا ودمائنا وكل ما نملك .. من أجل أن نرتقي بها لأفضل الأمم ..لأنها تستحق ذلك ..
أباؤنا ومن قبلهم أجدادنا ضحوا من أجلها .. وأهلنا اليوم في درعا وحماه وحمص والرستن وتلكلخ وتلبيسة وجسر الشغور قدموا أرواحهم من أجل سوريا .. أقول لهم أننا على دربكم سائرون ..
محمد سرميني
15. 6. 2011