الرئيس الأسد .. لم يفهمنا بعد
هكذا ردد العديد من أصدقائي من أبناء بلدي .. بعد أن خرج الرئيس بخطابه الثاني المنتظر .. نعم أن الرئيس لم يفهمنا بعد ..
فصديقي محمد من بانياس أخبرني أنه لم يفهم ما ورد بالخطاب .. ولم يشعرأن هناك خطوات عملية ملموسة .. أما سمية فتاة من مدينة حماه لم تكن السياسة لها مقصداً من قبل .. أخبرتني أنها كانت تنشد أن يكون هذا هو الخطاب الشافي الذي يخرج السوريين مما هم فيه على حد قولها .. همام ناشط من مدينة حلب ابدا انزعاجه الشديد من خطاب الرئيس الذي اعتبره .. لم يأتي بجديد .. وأنه كأنه خرج ليطل على الجماهير وحسب ..
أما عبد الله طالب جامعي في جامعة دمشق .. فبادرني متسألا ماذا كان يريد الرئيس في خطابه ؟؟
ومن خلال متابعاتي لأصداء الخطاب الثاني من خلال الصحف والمواقع الإنترنت والفضائيات والإذاعات التي عجت بالشخصيات الوطنية حيث ذكر هيثم المانع المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان متحدثاً للبي بي سي أن الخطاب لم يلبي التوقعات .. كما ذكر أنه لاشك أن هناك تغيير عن خطابه الأول .. حيث اتسم الخطاب بجدية أكبر .. وذكره للشهداء الذين سقطوا في الشهر الماضي من الأحداث الجارية في سوريا .. وفي حين أطل أبو الحقوقيون في سوريا ( كما أفضل أن تسميه ) السيد هيثم المالح الناشط الحقوقي والسياسي والمعتقل السياسي السابق ذو الثمانون عاماً أن الخطاب لم يحاكي الواقع وكان مخيب للآمال وذكر أيضا أن الخطاب لم يوجه للشعب فحين أنه وجه للحكومة الجديدة التي لاتسمن ولاتغني من جوع وانها مجرد واجهة فقط على حد قوله .
في حين أن الإعلام الرسمي السوري بشقيه الحكومي والخاص .. أعتبر الخطاب لبى كل المطالب والتوقعات وأنه لا داعي للتظاهر بعد الآن ... ودعى الإعلام المتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم وكأن شيء لم يكن .
لذلك أضع بين يديكم نقاط أساسية لما احتواه خطاب الرئيس السابق .. ( السابق هنا تعود على الخطاب .. وربما لاحقاً تعود على الرئيس )
لعلى القارئ العزيز يفهم ما لم نفهمه ..
حيث قال أن "اللجنة القانونية التي كلفت بإلغاء قانون الطوارئ قامت برفع مقترح لحزمة كاملة من القوانين تغطي رفع حالة الطوارئ على أساس معايير دولية"
واعتبر أن هناك فجوة بين مؤسسات الدولة والمواطن السوري، ساهمت في زعزعة الثقة بين كلا الطرفين, مشدداً على أن "المؤامرة موجودة طالما أن هناك خصوماً وأعداء"
و أكد الرئيس السوري ان كل السوريين الذين سقطوا خلال المواجهات الاخيرة سواء كانوا من العسكريين او المدنيين هم "شهداء ..
كما ذكر أن الحكومة الجديدة تعني دماء جديدة وبناء جديدة ولابد من دعمها بالأفكار الجديدة أيضا
وأضاف الرئيس الأسد.. أن هذه الثقة لايمكن أن تأتي إلا من خلال الشفافية الكاملة مع المواطن حتى تكون هذه الشفافية قادرة على إعطاء الدعم الشعبي الكافي للحكومة لإنجاز مهامها.
وأضاف الرئيس الأسد .. سورية تمر الآن بمرحلة دقيقة جداً وهناك مكونات لهذه المرحلة .. هناك المؤامرة.. هناك الإصلاحات .. المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سورية تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلا بد أن تكون المؤامرة.. هي من الأشياء الطبيعية المحيطة بنا لذلك لا نركز على هذا المكون.
وأضاف الرئيس الأسد .. الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وأنما قد تعني إهمال المواطن.. تأخير معاملة له في دائرة.. طلب الرشوة.. كل هذه إهانات للمواطن وعلينا أن نتحاشاها وأن نتخلص منها بشكل نهائي.
وأضاف الرئيس الأسد .. قانون الأحزاب هام جداً وله حساسية خاصة لأنه يؤثر في مستقبل سورية بشكل جذري لذلك يجب أن تكون دراسته وافية وناضجة وأن يكون هناك حوار وطني لنرى ما هو النموذج الأفضل الذي يناسب المجتمع السوري.
وأضاف الرئيس الأسد .. هناك قانون جديد وعصري للإعلام تمت دراسته وهو في مراحله الأخيرة.
وقال الرئيس الأسد: حزمة القوانين الجديدة ستؤدي لتوسيع المشاركة مع زيادة الحريات في سورية.
وقال الرئيس الأسد: الزراعة هي المكون الطبيعي الموجود في منطقتنا وهي أساس الاقتصاد السوري.
وقال الرئيس الأسد: على المسؤولين ونبدأ من الحكومة تقديم براءة ذمة بيان بالأملاك الخاصة للعودة إليها عندما يتهم مسؤول بالفساد.
ربما لم يفهمنا الرئيس بشار الأسد .. وكذلك نحن لم نفهم .. يبدو أن سيادة الرئيس يريد قرن آخر من الزمن .. حتى يفهمنا ونفهمه ..
خصوصا بعد يوم الأمس الدامي في كل من حمص وتلبيسة والرستن وحرستا واللاذقية بعد يوم من خطاب الرئيس ..
ولذلك قالها الشعب السوري ليفهمكم .. الشعب يريد إسقاط النظام .. ارحل ..ارحل
محمد سرميني
18. 4 .2011